في يوليو عام 2006، شهدت المنطقة الجنوبية للبنان وشمال إسرائيل تصاعدًا في التوترات، حيث نفذ حزب الله عملية عسكرية ضد قوة إسرائيلية داخل الأراضي الإسرائيلية، مما أدى إلى بروز إحدى أهم الصفحات في تاريخ النزاع العربي الإسرائيلي. بعد مرور 18 عامًا، أعاد حزب الله فتح الجبهة الجنوبية تحت اسم "جبهة مساندة غزة"


في الثاني عشر من تموز عام 2006، نفذت وحدة خاصة من فرق "النخبة" في حزب الله عملية عسكرية دقيقة ضد قوة إسرائيلية متمركزة في خلة وردة بالقرب من مستوطنة شتولا، داخل الأراضي الإسرائيلية ولكن قريبة من بلدة عيتا الشعب اللبنانية. تمكنت الوحدة من التسلل واستهداف القوة الإسرائيلية، وأعيد جنديان إسرائيليان بعد الاشتباكات إلى الأراضي اللبنانية، حيث تم التأكيد على مقتلهما إضافة إلى ستة جنود آخرين.

أطلق حزب الله على هذه العملية اسم "الوعد الصادق"، وردت إسرائيل على هذا الهجوم بحملة عسكرية واسعة النطاق تجاوزت الحدود اللبنانية، مما أسفر عن دمار كبير وخسائر بشرية جسيمة. انتهت الحرب بموجب القرار الدولي رقم 1701 في منتصف شهر آب، وأدت الأحداث إلى تصعيد وضع لبنان السياسي والاقتصادي في الفترة اللاحقة.

رغم تكبد خسائر جسيمة، نجح حزب الله في منع إسرائيل من تحقيق أهدافها المعلنة، ونجح في إعادة تأهيل نفسه عسكريًا وتعزيز قدراته الصاروخية، مما جعله قادرًا على تهديد إسرائيل والمنطقة بشكل أكبر في المرحلة التالية.

بعد مرور 18 عامًا، أعاد حزب الله فتح الجبهة الجنوبية تحت اسم "جبهة مساندة غزة"، ونجح في فرض نفسه كقوة قادرة على تحقيق التوازن الردعي ضد إسرائيل. ومع ذلك، دفع لبنان ثمنًا باهظًا في شكل تدمير بعض البلدات الحدودية، وفقدان موسم زراعي كامل، وتهجير الآلاف من سكان القرى والبلدات الحدودية، وذلك في ظل أزمتين اقتصادية ومالية خانقتين.

من الناحية السياسية، يرى الكثيرون أن حزب الله، رغم كونه كيانًا لبنانيًا، فإن أجندته تتسم بالأبعاد الإقليمية، مما يجعل الفوائد المباشرة للبنان من انتصاراته محدودة. ينظر البعض إلى أن تفوقه العسكري يقتصر بشكل أساسي على ردع إسرائيل عن اجتياح لبنان، دون أن يترجم ذلك إلى مكاسب اقتصادية أو سياسية واضحة.

في المحصلة، تتجدد ذكرى حرب يوليو 2006 كل عام بما تحمله من تأثيرات متباينة، ترنو إلى أهميتها الإستراتيجية والسياسية في المنطقة، في ظل استمرار التوترات والتحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة.


المصدر : الانباء الكويتية