بعد أن بات الحديث عن احتمال انسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الرئاسة أمرًا محتملًا، تستمر الانقسامات داخل الديمقراطيين والمخاوف من فقدان الثقة في فرصهم بالفوز.


على الرغم من انتشار الشعور بأنه قد يكون مسألة وقت حتى يُقنع الرئيس جو بايدن بالانسحاب من سباق الرئاسة، يظل الجميع مشدودين إلى وجوده في السباق على الرغم من فقدان الثقة في فرصه بالفوز. مؤتمره الصحافي الأخير في نهاية قمة "الناتو"، كان من المفترض أن يبرز أهليته ويعزز حملته، إلا أنه لم ينجح في استعادة اللحمة داخل الحزب.

مايكل تايلر، المتحدث باسم حملة بايدن، أشار إلى أن الرئيس يدرك القلق المتزايد داخل الكونغرس، ويركز الآن بشكل أساسي على إظهار جاهزيته لمواجهة دونالد ترمب والفوز عليه في نوفمبر المقبل.

بالمقابل، تظل القوى الرئيسية غير قادرة على التوحد لإرسال رسالة صارمة لبايدن لتفادي تبعات استمرار ترشحه، في حين يواصل منافسه الجمهوري ترمب التقدم بخطوات ثابتة نحو حملته.

بعد مناظرته الكارثية منذ أسبوعين، يعمل بايدن على إصلاح الأضرار المتسببة، ويواجه معارضة داخلية تشمل 20 نائبًا وثلاثة أعضاء من مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى وقف تبرعات كبار المانحين لحملته.

التيار اليساري صامت

رغم أن التيار اليساري كان الأقل تأييداً لجو بايدن عند فوزه بترشيح الحزب في عام 2020، إلا أنه لفت الانتباه بتأجيله الحديث حول مستقبله السياسي حتى الآن. تباينت آراء التقدميين بشكل واضح؛ فبينما أشاد بعض الشخصيات مثل السيناتور بيرني ساندرز والنائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز بسجل بايدن وحثوا على دعمه، اعتبر آخرون، خاصة الذين احتجوا على مواقفه المتباينة تجاه إسرائيل خلال النزاع مع غزة، أن هذه فرصة للانتقاد. ومع ذلك، يتردد هؤلاء في أن يكونوا رمزًا لحركة داخل الحزب تستهدف إسقاطه.

ووجد استطلاع للرأي أجرته مجموعة «ثورتنا»، التي أسسها ساندرز، أن معظم الديمقراطيين يريدون انسحاب بايدن، لكن الجدل حول ما إذا كان ينبغي عليه القيام بذلك يجري إلى حد كبير خارج التيار اليساري. وفي واشنطن، ظل التجمع التقدمي في الكونغرس في الغالب في وضع الانتظار والترقب، في حين يتطلع اللاعبون الآخرون إلى التأثير على قرار بايدن. وقالت رئيسة التجمع، براميلا جايابال، للصحافيين هذا الأسبوع: «أنا أؤيده بالكامل بصفته مرشحنا، إلى ألا يصبح مرشحنا».

لا لوم على اليسار

وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأميركية، نقلت بعض النواب التقدميين قولهم أن هذه هي المرة الأولى التي لا يتم فيها إلقاء اللوم على التيار اليساري بشأن خسارة هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016 لصالح دونالد ترمب. وفي حلقة نقاش، أشار النائب رو خانا من كاليفورنيا إلى أنه كان يسمع منذ فترة أن بيرني ساندرز، الذي كان رئيس حملة ساندرز، لا يُعتبر مرشحاً قابلاً للانتخاب، ولكنه الآن يشعر بالارتياح لأنهم يناقشون الآن قدرة جو بايدن على الفوز.

قبل يومين من مناظرة بايدن مع ترمب، كان التقدميون وقادة الحزب الديمقراطي مشغولين بمعارك انتخابية، حيث هاجمت الجماعات المؤيدة لإسرائيل، بما في ذلك بعض المانحين الجمهوريين، النائب التقدمي جمال بومان في نيويورك. كما نظم متظاهرون داعمون للفلسطينيين وقفات احتجاجية ضد بايدن وداعميه في العديد من فعاليات الحملة الانتخابية.


المصدر : الشرق الأوسط