في خضم التصعيد العسكري المتواصل في غزة، أعربت السعودية ومصر عن استنكارهما الشديد لأحدث الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت المدنيين الفلسطينيين في خانيونس. جاء ذلك وسط تزايد الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار وتقديم الحماية للمدنيين، في ظل استمرار الانتهاكات وتفاقم الأزمة الإنسانية.


أعربت السعودية عن "إدانتها بأشد العبارات واستنكارها استمرار مجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني على يد آلة الحرب الإسرائيلية، وآخرها استهداف مخيمات النازحين في خانيونس جنوبي قطاع غزة"، يوم السبت.

في بيان لوزارة الخارجية السعودية، طالبت المملكة بـ"الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين العزل في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مشددة على ضرورة "تفعيل آليات المحاسبة الدولية إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية".

من جهتها، أدانت مصر الهجوم الإسرائيلي على منطقة المواصي، والذي أسفر عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين. وأعربت الخارجية المصرية عن "إدانتها بأشد العبارات قصف إسرائيل لمنطقة المواصي غرب خانيونس المليئة بالنازحين، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء". وطالبت مصر إسرائيل بـ"الكف عن الاستهانة بأرواح المدنيين العزل، والالتزام بالمعايير الإنسانية وفقاً لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". وأكدت أن "تلك الجرائم لن تسقط بالتقادم ولا يمكن القبول بها تحت أي مبرر".

كما أشارت مصر إلى أن "الانتهاكات المستمرة بحق الفلسطينيين تزيد من تعقيد الجهود المبذولة حالياً للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، وتفاقم المعاناة الإنسانية للفلسطينيين وسط صمت وعجز دولي مخزٍ".

أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف زعيم الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، بغارة جوية على منطقة المواصي، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن رافع سلامة، قائد لواء خانيونس في حماس، كان إلى جانب الضيف ضمن أهداف الضربة. في المقابل، نفت حماس هذه التقارير، حيث صرح القيادي سامي أبو زهري بأن "جميع الضحايا مدنيون، وما يحدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة في ظل الدعم الأميركي والصمت العالمي. هذه رسالة عملية من الاحتلال بأنه غير معني بأي اتفاق".

وذكرت مصادر طبية تابعة لحماس أن 79 شخصاً على الأقل قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي على خان يونس، وأُصيب 289 آخرون. واستنكرت وزارة الصحة في غزة في بيانها "المجزرة البشعة بحق المواطنين والنازحين". وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، بأن "هناك العديد من جثامين الضحايا متناثرة في الشوارع وتحت الركام وبين خيام النازحين لا يمكن الوصول إليها بسبب حجم القصف الكبير"، واصفاً ما حصل بأنه "مجزرة جديدة".

تجدر الإشارة إلى أن منطقة المواصي الساحلية، الواقعة بين رفح وخانيونس، أعلنتها إسرائيل سابقاً "منطقة إنسانية" ودعت النازحين للتوجه إليها. وقدرت منظمة الصحة العالمية في مايو الماضي أن هناك بين 60 ألفاً إلى 75 ألف شخص يتواجدون في هذه المنطقة في ظروف مزرية.


المصدر : سكاي نيوز عربية