في أعقاب محاولة اغتيال المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية والرئيس السابق دونالد ترامب، دعت روسيا الولايات المتحدة إلى مواجهة سياسات "التحريض على الكراهية". جاء هذا في أول تعليق رسمي من موسكو على الحادثة، حيث وجهت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، انتقادات لاذعة للسياسات الأميركية، محذرة من تداعياتها الخطيرة على الأمن الداخلي والخارجي.


في تعليقها الأول على محاولة اغتيال المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية والرئيس السابق دونالد ترامب، حثت روسيا الولايات المتحدة على التصدي لسياسات "التحريض على الكراهية". جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التي نشرت بيانها عبر تطبيق تلغرام، معتبرة أن سياسات التحريض على الكراهية ضد المعارضين السياسيين والدول والشعوب سترتد على الولايات المتحدة في النهاية.

زاخاروفا أشارت إلى أن الولايات المتحدة ينبغي أن تركز جهودها على مكافحة التحريض على الكراهية، مشددة على أهمية استخدام الموارد المالية بشكل أفضل، بدلاً من تزويد أوكرانيا بالأسلحة. وقالت: "الذين يصوتون في الولايات المتحدة لتزويد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالأسلحة، قد يكون من الأفضل لهم استخدام هذه الأموال لتمويل الشرطة الأميركية وغيرها من الأجهزة لضمان القانون والنظام في الولايات المتحدة".

كما تطرقت زاخاروفا إلى محاولة اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي تحدث عنها رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريل بودانوف، مشيرة إلى أن تلك المحاولة تم الإعداد لها باستخدام الأموال الأميركية. وأكدت أن "الأنشطة الخبيثة لإدارة الاستخبارات وجهاز الأمن الأوكرانية" لم تكن ممكنة دون التمويل الأميركي.

هذا وقد وعد ترامب بإنهاء الصراع الروسي الأوكراني بسرعة إذا تم انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، مما يعني احتمالية دفع كييف للتفاوض مع موسكو من موقف ضعيف، وفقاً لما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية. كان بوتين قد صرح في وقت سابق بأنه ينظر "بجدية كبيرة" إلى "الرغبة في وقف الحرب في أوكرانيا" التي أعرب عنها دونالد ترامب.

محاولة اغتيال ترامب، التي أثارت ردود فعل واسعة على الصعيدين الداخلي والدولي، جاءت في وقت يشهد فيه العالم توترات متصاعدة بين روسيا والغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية. زاخاروفا استغلت الحادثة لتوجيه انتقادات للسياسات الأميركية، مشيرة إلى أن تعزيز الأمن الداخلي في الولايات المتحدة يجب أن يكون أولوية على حساب التدخلات الخارجية.

في ظل هذه التصريحات، يظل الموقف الأميركي من الصراع الروسي الأوكراني أحد أبرز القضايا التي تثير الجدل، سواء في الساحة السياسية الداخلية أو على المستوى الدولي. تصريحات ترامب وبوتين تؤكد أهمية إعادة النظر في السياسات القائمة والسعي إلى حلول دبلوماسية لوقف النزاعات المستمرة، مع التركيز على تحقيق الاستقرار الداخلي والخارجي للبلدان المعنية.


المصدر : سكاي نيوز عربية