تعرضت منطقة مرجعيون في جنوب لبنان لأضرار جسيمة جراء قصف إسرائيلي استهدف محطة توزيع الكهرباء، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه عن آلاف السكان. يأتي هذا الهجوم في وقت تواصل فيه القوات الإسرائيلية استعداداتها للقتال وتبادل إطلاق النار مع «حزب الله»، وسط حالة من القلق والخوف بين السكان المحليين والنازحين.


قطع الجيش الإسرائيلي الكهرباء وإمدادات المياه عن جزء كبير من سكان منطقة مرجعيون ومحيطها في جنوب لبنان بعد قصفه، لأول مرة منذ بدء الحرب، محطة توزيع الكهرباء في مرجعيون، التي تغذي أيضاً محطات ضخ المياه. جاء هذا القصف في سياق تبادل إطلاق النار المستمر مع «حزب الله» واستعدادات القوات الإسرائيلية للقتال في لبنان من خلال تدريب قوات الاحتياط.

ألحق القصف الإسرائيلي أضراراً واسعة بمحطة توزيع الكهرباء في سهل جديدة مرجعيون، وهي محطة حيوية تغذي بلدات عديدة في قضاء مرجعيون، بما فيها مدينة جديدة مرجعيون وبلدة الخيام وقرى العرقوب، فضلاً عن تغذية محطات ضخ المياه مثل محطة ضخ الوزاني. ووفقاً لمصادر ميدانية في جديدة مرجعيون، استهدفت المحطة بـ15 قذيفة مدفعية، انفجرت منها 12 قذيفة، بينما لم تنفجر 3 قذائف أخرى. وأوضحت المصادر أن أربع قذائف أصابت أكبر محولات الكهرباء في المحطة، مما أدى إلى تضرره بشدة وتسرب الزيت منه.

أكدت المصادر أن انقطاع الكهرباء شمل كامل المنطقة، وأدى إلى توقف إمدادات المياه. قبل القصف، كانت المنطقة تتغذى بنحو أربع ساعات من الكهرباء يومياً، لكن الآن تعتمد بالكامل على اشتراك الكهرباء في جديدة مرجعيون والمناطق المحيطة.

أصدرت مؤسسة كهرباء لبنان بياناً أكدت فيه أن استهداف محطة مرجعيون جاء في إطار سلسلة من الاعتداءات المتكررة من قبل العدو الإسرائيلي على الشبكات والمنشآت التابعة للمؤسسة. وأشار البيان إلى أن القصف أدى إلى أضرار جسيمة طالت المحولات والخلايا وشبكات التوتر العالي، مما أدى إلى خروجها من الخدمة. وأضاف البيان أن المؤسسة تقوم حالياً بتقييم الوضع الفني للمحطة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

الاستهداف الإسرائيلي هذه المرة طال مناطق عميقة يفترض أنها آمنة وتستضيف نازحين، مثل مدينة جديدة مرجعيون وبلدة دبين المحاذيتين لمحطة الكهرباء، مما أثار مخاوف السكان والنازحين. أشارت المصادر إلى أن الاستهدافات السابقة كانت تقتصر على سهل الخيام على بعد نحو 5 كيلومترات من تلك النقطة، وهي مناطق زراعية وخالية من السكان.

بالتزامن مع هذا القصف، تواصل تبادل إطلاق النار، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف بنى تحتية عسكرية لـ«حزب الله» في راميا بجنوب لبنان، واعترض هدفاً جوياً مشبوهاً وصل من لبنان. من جانبه، أعلن «حزب الله» استهدافه انتشاراً لجنود إسرائيليين في محيط موقع حدب يارين بالأسلحة الصاروخية، وشَنّ هجوماً جوياً بِسرب من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 في إييليت، محققاً إصابات مؤكدة.

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عن تدريبات لقوات الاحتياط في الشمال، تضمنت تمريناً لوائياً لقوات اللواء 5 وتمريناً مفاجئاً لكتيبة الاحتياط 920 من اللواء 769، لرفع جاهزية القوات لسيناريوهات القتال المختلفة في حماية بلدات الشمال ومهاجمة العدو.


المصدر : الشرق الأوسط