بعد أن أصدرت محكمة جنايات في شمال لبنان حكمها النهائي، حيث قضت بالسجن لمدة 68 عامًا على أب لبناني بتهم تشمل الاغتصاب والعنف ضد أطفاله الثلاثة، يتساءل الكثيرون عن تفاصيل هذه القضية المروعة والتي أثبتت المحكمة فيها إدانة الأب بأفعاله الشنيعة.


قضت محكمة جنايات في شمال لبنان بالسجن لمدة 68 عامًا على رجل لبناني يبلغ من العمر 51 عامًا، بعد إدانته بأربعة جرائم جنائية تشمل الاغتصاب وممارسة أفعال منافية للحشمة ومجامعة قاصرين بالقوة، بالإضافة إلى تهديدهم بالقتل وتعريض حياتهم للخطر.

رئس المحكمة القاضي داني شبلي، وكانت اللجنة تتألف من القضاة لطيف نصر وطارق صادق. وأُصدر الحكم بتنفيذ جميع العقوبات بشكل مجتمع، مما يعني عدم اندماج الأحكام الجنائية للمحكوم عليه، مما يعني أن يكون سجنه يعقوب.

وقائع قاسية

قضت محكمة جنايات في شمال لبنان بالحكم بالسجن لمدة 68 عامًا على أب لبناني بعد إدانته بجرائم تشمل الاغتصاب والعنف ضد أطفاله الثلاثة، وتعريض حياتهم للخطر. وأظهرت حيثيات الحكم أن الأب، البالغ من العمر 51 عامًا، ارتكب هذه الجرائم بعدما تركته زوجته وذهبت للسكن والعمل في مكان آخر، تاركة الأطفال تحت رعايته.

وبحسب تفاصيل الحكم، فقد اعتمدت المحكمة على أدلة تثبت أن الأطفال تعرضوا لأفعال قاسية من قبل والدهم، حيث ارتكب الاغتصابات والاعتداءات بشكل متكرر، دون أن يكترث بسنهم الصغير.

وأكدت المحكمة رفضها منح الأب أي أسباب تخفيفية، مبررة ذلك بأن العقاب يجب أن يكون رادعًا ويهدف إلى إصلاح المجرم وحماية المجتمع، خاصة في حالات الجرائم الجنسية والعنف ضد الأطفال.

وختمت المحكمة قرارها بتأكيد أن هذا الحكم يمثل انتصارًا للعدالة ولطلبات الأطفال، مؤكدة على أن الأب المدان لن يتمكن من استغلال أي ثغرة قانونية لتقليص مدة سجنه أو الحصول على عفو.

دموع القاضي

قدّم مصدر قضائي بارز تعليقاً على قرار محكمة جنايات شمال لبنان بعدم إدغام العقوبات في قضية الأب المدان بجرائم الاغتصاب والعنف ضد أطفاله، مؤكداً أن هذا القرار ينبغي أن يكون رادعاً لأي شخص يفكر في ارتكاب أعمال إجرامية ضد الأطفال. وأكد المصدر لـ"الشرق الأوسط" أن رئيس المحكمة لم يمنع دموعه أثناء تلاوة مضامين الحكم، خاصة عندما تم التطرق إلى نداء الأطفال لوالدهم لحمايتهم، والذي انقلب عليهم وارتكب أفعالاً بشعة من بينها الاغتصاب.

منذ بداية العام الحالي، وضعت محكمة الجنايات يدها على هذه القضية الصادمة، ووضعت الأطفال تحت العناية الصحية والاجتماعية. وبحسب المصدر القضائي، فإن الأطفال بحاجة إلى علاج طبي يمتد لمدة سنة تقريباً، إضافة إلى علاج نفسي يمكن أن يستمر لسنوات. وتم تحويل الأطفال الضحايا إلى إحدى دور الرعاية التي تهتم بحالتهم.

كان تقرير لـ"اليونيسف" الصادر عام 2021 قد حذر من تزايد حالات العنف ضد الأطفال في لبنان، حيث يتعرض الأطفال والشباب للاستغلال الجسدي والعاطفي والجنسي، في ظل التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها الأسر في البلاد.

 


المصدر : الشرق الأوسط