من بين القضايا الإنسانية الملحة التي تعصف بالشرق الأوسط، تبرز الوضع الصحي المتفاقم في قطاع غزة بفلسطين، حيث يعاني السكان، ولا سيما الأطفال، من نقص حاد في الرعاية الطبية. في خطوة لتخفيف هذه الأزمة، تم اقتراح إقامة مستشفى ميداني داخل حدود إسرائيل لعلاج المصابين، ولكن الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض هذا الاقتراح، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الدولية والإقليمية.


رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، اقتراحًا بإقامة مستشفى ميداني داخل حدود إسرائيل لعلاج أطفال غزة الذين يعانون من أمراض مزمنة، وذلك كجزء من صفقة محتملة لتبادل الرهائن. 

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مكتب رئيس الوزراء أبلغ وزير الدفاع يوآف غالانت برفض هذا المقترح، مشيرًا إلى ضرورة "البحث عن بلدان أخرى تقبل باستقبال أولئك الأطفال". وأكد بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن "في ظل عدم موافقة رئيس الوزراء، فإن المستشفى الميداني في إسرائيل بالتالي لن يتم إنشاؤه".

وكان مكتب غالانت قد أعلن يوم الأربعاء عن خطة لإنشاء المستشفى الميداني، موضحًا أن هذا القرار جاء نتيجة إغلاق معبر رفح لفترة طويلة. وأبلغ غالانت نظيره الأميركي، لويد أوستن، بخطة إنشاء المستشفى قرب حدود غزة خلال اتصال هاتفي جرى في وقت سابق من الأسبوع.

وأدت العمليات العسكرية الإسرائيلية والقصف المستمر على قطاع غزة إلى تدهور شديد في الوضع الصحي، مما تسبب في خروج العديد من المستشفيات من الخدمة. يواجه المصابون في غزة ظروفًا صعبة للغاية في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة، مع وصول العشرات يوميًا بحالات طبية متفاوتة إلى المستشفيات والمجمعات الطبية المتبقية.

في هذا السياق، وصل وفد إسرائيلي يوم الأربعاء إلى مصر لمواصلة محادثات وقف إطلاق النار المتعثرة، في محاولة لتهدئة الوضع المتفاقم في القطاع. يذكر أن الظروف الإنسانية المتدهورة في غزة تثير قلقًا دوليًا متزايدًا، حيث يعاني الأطفال بشكل خاص من نقص الخدمات الطبية الأساسية.

رفض نتنياهو إقامة المستشفى الميداني يأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لإيجاد حلول للأزمة الإنسانية في غزة، وتوفير العلاج والرعاية للمصابين والمرضى. وبينما تستمر الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، يبقى الوضع الصحي في غزة متدهورًا ويستدعي تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي.

تجدر الإشارة إلى أن معبر رفح، الذي يعتبر شريان الحياة الرئيسي لسكان غزة، ظل مغلقًا لفترات طويلة، مما زاد من صعوبة نقل المرضى والمصابين للحصول على العلاج خارج القطاع. يأتي ذلك في ظل تواصل الحصار المفروض على غزة منذ سنوات، مما يعقد وصول المساعدات الإنسانية والطبية.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، تبقى مسألة إنشاء مستشفى ميداني خارج حدود غزة خيارًا قيد الدراسة، مع بحث دول ومنظمات إنسانية عن بدائل لتقديم الدعم الطبي العاجل للأطفال والمرضى في القطاع. يبقى الأمل معقودًا على تحقيق تقدم في المحادثات الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، مما قد يسهم في تحسين الوضع الإنساني في غزة وتخفيف معاناة سكانها.


المصدر : سكاي نيوز عربية