مع تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، على خطة إرسال مجندين من الحريديم للالتحاق بالجيش الإسرائيلي، تشهد إسرائيل تطورات مهمة في ملف التجنيد العسكري لهذه الطائفة الدينية. تأتي هذه الخطوة استجابةً لقرار سابق من المحكمة العليا الإسرائيلية الذي ألزم الحريديم بأداء الخدمة العسكرية، ما يشكل تحولًا قانونيًا واجتماعيًا يثير الجدل داخل البلاد.


وافق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الخميس على خطة لإرسال ما يقرب من ألف أمر تجنيد لرجال من الحريديم، وذلك في خطوة تمثل استجابة لقرار المحكمة العليا الذي صدر في يونيو الماضي. يهدف الجيش الإسرائيلي من خلال هذه الخطوة إلى تنفيذ قرار إلزام الحريديم بأداء الخدمة العسكرية، والذي أنهى رسميًا الإعفاءات السابقة التي كانت تمنح لهذه الطائفة.

وفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع، سيتم تنفيذ عملية التجنيد على 3 مراحل مختلفة، بهدف تجنيد ثلاثة آلاف مجند حريدي هذا العام. يشمل البيان أيضًا أن الجيش سيقوم بعمليات تعليم وتدريب للمجندين، بهدف تأهيلهم للخدمة العسكرية بفعالية.

تمثل هذه السياسة تغييرًا هامًا في استراتيجية التجنيد الإسرائيلية، حيث تستهدف القوات المسلحة الإسرائيلية الرجال الحريديم الذين يعتبرون أن لديهم القدرة على تقديم خدمة عسكرية فعالة. ورغم موافقة الحكومة على هذه الخطوة، فإنها واجهت انتقادات شديدة من أعضاء الكنيست، بما في ذلك من ينتمون إلى الأحزاب المعارضة.

في يونيو الماضي، أصدرت المحكمة العليا قرارًا يجبر الحريديم على الالتحاق بالجيش ويمنع المساعدات المالية للمؤسسات الدينية التي تعارض هذا القرار. ومنذ ذلك الحين، شهدت إسرائيل نقاشات حادة حول هذا الموضوع، حيث استمرت الطائفة في تعبير رفضها لفكرة الخدمة الإلزامية لأفرادها في الجيش الإسرائيلي.

وفي تطور آخر، أعلن زعيم طائفة الحريديم يتسحاق يوسف، في تصريحات أخيرة، عن رفضه الشديد لهذا القرار، داعيًا أتباعه إلى عدم الامتثال له. وأكد يوسف أنه سيقوم بدعم أي من الحريديم الذين يتعرضون لعقوبات قانونية بسبب رفضهم الخدمة العسكرية.

يأتي هذا التطور في وقت تعمل فيه الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ سياسة تجنيد أوسع للحريديم، وسط تحديات متزايدة تواجه البلاد داخليًا وخارجيًا، وخاصة في ظل استمرار التوترات الأمنية في المنطقة.


المصدر : سكاي نيوز عربية