شنت إسرائيل هجوماً جوياً مكثفاً على ميناء الحديدة في اليمن، مستخدمةً مقاتلات إف-15I Ra'am في عملية أطلق عليها اسم "الذراع الطويلة". الهجوم، الذي نُفذ من قاعدة كيريا في تل أبيب، أثار تساؤلات حول اختيار المقاتلات رغم ضعف قدرات الدفاع الجوي للحوثيين، وأرسل رسالة واضحة إلى إيران بشأن قدرة إسرائيل على تنفيذ عمليات بعيدة المدى.


أثارت الضربة الجوية الإسرائيلية على الحديدة في اليمن تساؤلات حول سبب استخدام إسرائيل لمقاتلات إف 15، رغم ضعف قدرات الدفاع الجوي للحوثيين. الإجابة قد تكون في طهران.

في مساء السبت، انطلقت مقاتلات إف 15 إسرائيلية من قاعدة كيريا في تل أبيب، مصحوبة بطائرة تزويد بالوقود، في رحلة طويلة تبلغ حوالي 1700 كيلومتر، لتشن هجوماً مكثفاً بإسقاط عشرات الصواريخ على أهداف في مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن. العملية، التي أُطلق عليها اسم "الذراع الطويلة"، هدفت إلى ترميم قدرة الردع الإسرائيلية وإيصال رسالة واضحة إلى إيران.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته قصفت أهدافاً عسكرية للحوثيين في اليمن، رداً على هجوم بطائرة مسيرة أدى إلى مقتل شخص في تل أبيب. وفي بيان له، أشار الجيش إلى أن "مقاتلات إسرائيلية قصفت أهدافاً عسكرية لنظام الحوثيين الإرهابي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن، رداً على مئات الهجمات التي استهدفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة".

 المسافة

كان بإمكان إسرائيل استخدام طائرات بدون طيار من طراز حيرون-تي بي (المعروفة أيضاً باسم أيتان) ذات مدى يبلغ 4000 كيلومتر لتنفيذ الهجوم على الحديدة، إلا أن القادة فضلوا عرضاً جوياً مهيباً باستخدام سرب من 20 مقاتلة إف-15I Ra'am، مزودة بقدرات التزود بالوقود، لضرب خزانات الوقود وبعض البنى التحتية في ميناء الحديدة.

والمسافة بين قاعدة كيريا في تل أبيب والعاصمة الإيرانية طهران تبلغ حوالي 1500 كيلومتر، مما يوحي بأن إسرائيل أرادت توجيه رسالة واضحة إلى إيران بأن ذراعها الطويلة يمكن أن تصل إليهم بسهولة.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي هذه الرسالة بقوله: "إن الحريق المشتعل الآن في الحديدة يمكن رؤيته في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهذا الأمر له آثار واضحة".

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في تصريح له: "لقد غادرت للتو مقر القوات الجوية، حيث كنت برفقة رئيس الوزراء، ورئيس الأركان، وقائد القوات الجوية، بعد الهجوم الذي شنته طائرات سلاح الجو على ميناء الحديدة، الذي يبعد 2000 كيلومتر عن إسرائيل".

وأضاف غالانت: "دماء المواطنين الإسرائيليين ليست بلا ثمن، ولن تُهدر. نحن على يقين أن أي اعتداء ضدنا، سواء من لبنان أو غزة أو اليمن أو أي مكان آخر، سيواجه بنفس الرد الحاسم".

مكان انطلاق الهجوم

حسب موقع "والا" الإسرائيلي، تمت العملية العسكرية التي استهدفت ميناء الحديدة من القبو في قاعدة كيريا العسكرية بتل أبيب، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأكد الجيش الإسرائيلي أن هذه القدرة على تنفيذ العمليات يمكن ممارستها في أي مكان يتطلبه الأمر من سلاح الجو.

وأشار الجيش إلى أن الحملة ضد الحوثيين لم تنته بعد، وأن إسرائيل قد تواجه التهديد الإيراني من مناطق أخرى إلى جانب اليمن. وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن المؤسسة الأمنية رأت ضرورة الرد على هجوم الطائرة المسيرة في تل أبيب، لئلا يُشجع ذلك دول المحور الإيراني الأخرى في الشرق الأوسط.

وصرح مصدر للهيئة بأن "الهدف لم يكن مجرد توجيه ضربة قوية للحوثيين، بل إرسال رسالة إلى جميع مكونات المحور الإيراني".

إيران، التي تعتبر الراعي الرئيسي ومورد الأسلحة الوحيد للحوثيين، شهدت الأشهر الأخيرة مئات الهجمات الحوثية على إسرائيل، والتي تُربط بدعم حركة حماس في غزة ضمن ما يُعرف بـ "وحدة الساحات".

وفي أعقاب الهجوم بطائرة مسيرة حوثية على تل أبيب مساء الجمعة، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً أكد فيه: "بغض النظر عن من يسحب الزناد، نحن نعرف من يقوم بتحميل البندقية"، وأضاف: "لن نسمح لإيران ووكلائها بترهيب مدنيينا، وسنستمر في فعل كل ما بوسعنا لحماية إسرائيل".

السلاح المستخدم

تستخدم إسرائيل طائرات تزويد الوقود في الجو من طراز بوينغ KC-707 "ساكت"، والتي تتيح للمقاتلات تمديد مدى عملياتها من خلال التزود بالوقود أثناء الطيران. 

فيما يتعلق بمقاتلات F-15I Ra'am، فهي النسخة الإسرائيلية المعدلة من طائرة F-15E Strike Eagle، وتتميز بمدى قتالي يصل إلى حوالي 1,270 كيلومتراً (790 ميلاً) مع حمولة كاملة من الأسلحة. بفضل قدراتها على التزود بالوقود جواً، يمكن لطائرات F-15I الإسرائيلية مضاعفة مدى رحلاتها، مما يتيح لها الوصول إلى معظم دول الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران.

 


المصدر : سكاي نيوز عربية