في ظل تصاعد التوترات السياسية في لبنان، تتفاقم الخلافات حول الاستحقاق الرئاسي مع استمرار تمسك كل طرف بمواقفه. تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة، إضافة إلى تصعيد عسكري على الحدود اللبنانية مع إسرائيل.


تتواصل حالة التصعيد السياسي حول الاستحقاق الرئاسي في لبنان، حيث يتمسك كل طرف بمواقفه في ظل أزمة سياسية خانقة. تتهم المعارضة، وعلى رأسها "القوات اللبنانية"، فريق "الممانعة" بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري بعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية، بينما يرد "الثنائي الشيعي" بتهمة المعارضة، لاسيما "القوات"، بالانتقائية في تعاطيها مع الدستور والقوانين.

وفي هذا السياق، صرح مصدر مقرب من "الثنائي" لوكالة الأنباء بأن "الجميع يدرك أنه في حالة الانقسام، لا بد من الجلوس إلى الطاولة للتوصل إلى قواسم مشتركة، وهو ما كان سائدًا منذ قيام لبنان، خصوصًا في العقدين الماضيين". وأكد المصدر أن الدستور وُضع لتسيير أمور الدولة وليس كعقبة أمام أي تطور أو حلول. وانتقد المصدر تصرفات بعض الأطراف، مشيرًا إلى أن هناك انتقائية في تطبيق الدستور والقوانين، حيث تم تجاوز مقاطعة جلسات مجلس النواب وتمديد فترة قائد الجيش العماد جوزيف عون من قبل "القوات"، بينما قاطعت جلسة التمديد للبلديات.

وتناول المصدر أيضًا استنكار بعض الأطراف للتشريع على "القطعة" تحت مسمى "تشريع الضرورة"، واعتبر أن كل تشريع هو ضروري في مسار عمل الدولة. وفيما يتعلق بالحكومة، أشار المصدر إلى أن عملها يجب أن يقتصر على تصريف الأعمال في غياب رئيس الجمهورية، وعدم مقاطعة جلساتها بحجة الشغور الرئاسي.

من جهة أخرى، اتهم رئيس حزب "القوات اللبنانية"، د.سمير جعجع، محور الممانعة بتعطيل الانتخابات الرئاسية لسببين: أولاً، عدم قدرته على تأمين أغلبية لمرشحه سليمان فرنجية، وثانيًا، انتظار تطورات المنطقة لمعرفة كيفية التصرف في الداخل. وقال جعجع، خلال عشاء في بلدة بقاع كفرا، إنه لا يمكن قبول الهجوم على البطريرك الماروني بشارة الراعي بأي شكل من الأشكال، مؤكدًا رفضه للهجمات الشخصية والتخوين.

على الصعيد الحكومي، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي العراق بدعوة من رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني. وترأس ميقاتي وفدًا ضم وزراء الصناعة والزراعة والأشغال العامة والنقل والطاقة، إلى جانب سفير لبنان في العراق ورئيس "ايدال" ونائب المدير العام لأمن الدولة.

في ميدان الأحداث، تواصل التصعيد على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، حيث استهدفت "حزب الله" مستوطنات بصواريخ، ورد الطيران الحربي الإسرائيلي بشن غارة على بلدة عدلون الساحلية، مما أسفر عن سقوط صواريخ على منازل مجاورة وإغلاق الأوتوستراد الساحلي بين صيدا وصور. كما استهدفت مسيرة إسرائيلية منزلًا في حولا بصواريخ، مما أدى إلى وقوع إصابات.


المصدر : الانباء الكويتية