نسترجع اليوم مقالًا للكاتبة العراقية رغد عبد الرضا الجابري، الذي نشر عام 2019، تحت عنوان "الجهل المقدس صناعة إيرانية"، ليُثير ضجة واسعة في الأوساط العربية، حيث تناولت الكاتبة في مقالها ظاهرة "الجهل المقدس" التي تجتاح المجتمع العراقي مُشيرّة إلى دور إيران في صناعة وترويج هذا الجهل لخدمة مصالحها السياسية.


بعد أن كان العراقيين "القوة الضاربة" في المنطقة، يسودهم اليوم الحزن والمآتم على مدار السنة، حيث يبدأون بمأتم قتل الحسين وينتقلون بعد ذلك إلى الأحزان المتتالية كأربعينية الحسين ومأتم الزهراء وغيرها، تحت مسمى "أحزان عاشوراء"، تصبح هذه الطقوس الدينية جزءاً لا يتجزأ من حياة العراقيين.

في المقابل، تركزت جهود إيران خلال السنوات الماضية على بناء قوات مسلحة قوية وتطوير قدراتها العسكرية بشكل كبير، بما في ذلك التصنيع والابتكارات التكنولوجية، وتحقيق تقدم في مجالات مثل السلاح النووي.

تمكنت السلطات الإيرانية من استغلال هذا التركيز الديني في العراق، حيث يتجول المعممون بين القبور والمأتمات، مقدمين خدمات لزوار الأضرحة الدينية تُعتبر عملاً مقدساً يقربهم من الجنة. ومن خلال التعاون مع الأمريكيين، نجحت إيران في القضاء على الجيش العراقي السابق الذي كان يشكل عقبة أمامها خلال الحرب الإيرانية العراقية، وأنشأت بدلاً منه هياكل أمنية تحمي زوار المقامات الدينية وتوفر الأمن لهم.

مع هذا التحول، تشهد العراق تدهوراً في مستوى التعليم والفكر، رغم أنه كان أول دولة في المنطقة تقضي على الأمية بحسب تقرير منظمة اليونسكو في نهاية الثمانينات.

يُعتبر هذا التأثير الديني والعسكري لإيران على العراق تحدياً كبيراً لمستقبل البلاد، حيث يتسارع الاتجاه نحو الأحزان الدينية وتراجع النهوض الفكري والتعليمي.


المصدر : البغدادية