في عصر العمل المكتبي والأنشطة المستقرة، أصبحت قلة النشاط البدني ظاهرة متزايدة، تؤثر سلباً على صحتنا الجسدية والعقلية. بينما كان يُعتقد أن هذه المشكلة تقتصر على كبار السن، أصبح من الواضح الآن أن الشباب أيضاً يعانون من عواقب نقص الحركة. لحسن الحظ، يمكن أن تكون تمارين القوة، حتى البسيطة منها، حلاً فعالاً لمواجهة هذه التحديات وتحسين الصحة العامة. في هذا المقال، نستعرض كيفية دمج تمارين بسيطة مثل القرفصاء في حياتنا اليومية لتعزيز النشاط البدني وحماية صحتنا من المشكلات الصحية المرتبطة بالركود.


تشير الدراسات إلى أن قلة النشاط البدني يمكن أن تؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية، مثل التدهور المعرفي وسوء الصحة العقلية والظروف العضلية الهيكلية، بالإضافة إلى زيادة مخاطر الإصابة بإصابات خطيرة، ودخول المستشفى، والإصابة بأمراض مثل السكري، وأمراض القلب، والخرف، والضعف، والعجز الوظيفي، وبعض أنواع السرطان.

بينما كان يُنظر إلى انخفاض النشاط البدني في السابق كظاهرة مرتبطة بالتقدم في السن، أصبح من الواضح الآن أن الشباب، وخاصة أولئك الذين يعملون في وظائف مكتبية ثابتة، يعانون من قلة النشاط البدني، مما يجعلهم عرضة للتعب الجسدي والعقلي، والإجازات المرضية الطويلة، والتقاعد المبكر. وقد تسهم ظروف العمل المستقرة أيضاً في تفاقم التعب العقلي والأوجاع والآلام، مما قد يؤدي إلى ضعف اقتصادي كبير.

تُعد تمارين القوة من بين أكثر أنواع التمارين فعالية لتحسين الصحة البدنية والعقلية، وهي مدرجة ضمن أبرز توصيات منظمة الصحة العالمية لنشاط البدن. ولكن، بالرغم من فوائدها العديدة، يواجه الناس صعوبة في الالتزام بها، حيث أن التمرينات التي تتطلب مقاومة أو ثقل لتحفيز العضلات قد تكون صعبة الانخراط فيها.

يعتقد الكثيرون أنهم ليسوا في حالة بدنية جيدة أو أنهم أكبر سناً من أن يبدأوا تمارين القوة، لكن الأبحاث أثبتت عكس ذلك. إذ أظهرت الدراسات أن البدء بتمارين القوة في أي عمر وأي مستوى من اللياقة البدنية يمكن أن يعزز مستويات الطاقة والنشاط البدني بشكل تلقائي.

ومن بين العوائق الأخرى التي قد تمنع الأفراد من بدء تمارين القوة، ضيق الوقت، نقص المعرفة المتخصصة، وعدم الراحة في الصالات الرياضية التجارية.

لتجاوز هذه التحديات، يمكن للعاملين في المكاتب دمج تمارين بسيطة مثل القرفصاء (squat) في روتينهم اليومي. إجراء تمرين القرفصاء لمدة دقيقة واحدة خلال فترات الجلوس الطويلة يمكن أن يساعد في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية، وزيادة التركيز، وتقليل الشعور بالتعب. كما يساعد تمرين القرفصاء في بناء العضلات في الجزء السفلي من الجسم، حيث يركز على الساقين وأسفل الظهر وأوتار الركبة وعضلات ربلة الساق.


المصدر : روسيا اليوم