في ظل الأزمات الاقتصادية المستمرة والتحديات الأمنية، يواصل قطاع الضيافة في لبنان نموه البارز، مع افتتاح العديد من المطاعم والمقاهي الجديدة. رغم الانفجار المأساوي في المرفأ وجائحة كورونا، واستمرار التوترات الأمنية، يبقى اللبنانيون مصممين على تعزيز روحهم الحية من خلال الاستثمار في قطاع الضيافة، مما يعكس قوة ومرونة هذا القطاع في وجه الصعوبات.


رغم الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ عام 2019، ومع تعرض البلاد لصدمة انفجار المرفأ وانتشار جائحة كورونا، تواصل المطاعم في لبنان فتح أبوابها وتستقطب الاستثمارات. تشير الأرقام إلى نمو لافت في قطاع الضيافة، حيث سجل العام الماضي افتتاح حوالي 300 مطعم، وافتتح حتى الآن هذا العام نحو 100 مطعم جديد، وفقاً لنائب نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي خالد نزهة.

وبالرغم من التهديدات الأمنية والحرب المستمرة جنوباً، يشهد لبنان موجة جديدة من افتتاح المؤسسات المطعمية. وقدرت نزهة هذا النمو بـ"صدمة إيجابية" دفعت أصحاب المشاريع لتوسيع استثماراتهم بدلاً من إبقاء أموالهم في المنازل أو المصارف، حيث ساهمت الظروف الأمنية الصعبة في تسليط الضوء على القطاع السياحي بشكل أكبر.

وفي ظل الظروف الأمنية الراهنة، باتت مناطق مثل الجميزة ومار مخايل ووسط بيروت تُصنف كوجهات سياحية مميزة، وقد شهدنا افتتاح عدة مطاعم وـrooftopsـ على طول الساحل اللبناني، من عين المريسة حتى ساحل المتن. وقد عوضت السياحة الداخلية عن غياب المهرجانات الكبرى مثل مهرجانات بعلبك وصور، عبر تنشيط الحياة الليلية وجذب الزوار من مختلف الدول.

ومع تراجع عدد المغتربين، وجد العديد من المستثمرين فرصاً جديدة. إتيان صباغ، صاحب سلسلة مطاعم، قال إن الظروف الصعبة أحياناً تفتح أبواباً جديدة للاستثمار، مشيراً إلى أهمية خلق فرص عمل رغم التحديات. سامر نخول، الذي افتتح حانة ومطعماً جديداً، أكد أن بيروت لا تزال تشكل واجهة رئيسية للمطاعم على مستوى المنطقة.

في خضم كل هذه التحديات، يبقى الأمل والتفاؤل هو الدافع الأساسي للمستثمرين في قطاع الضيافة اللبناني، الذين يستمرون في العمل رغم الصعوبات والأزمات.


المصدر : Transparency News