في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تتزايد التهديدات الإسرائيلية تجاه لبنان، مما يضع المنطقة في حالة من الترقب الحذر. تأتي هذه التهديدات في سياق تصريحات سياسية وعسكرية تشير إلى احتمالية تصعيد جديد على الحدود اللبنانية، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بتكثيف استعداداته وتحضيراته للقيام بعمليات عسكرية موسعة. في المقابل، يتعامل لبنان مع هذه التطورات بدقة، منتظراً نتائج المفاوضات الجارية بشأن غزة، والتي قد تؤثر بشكل كبير على مسار الأحداث في المنطقة.


تتزايد التهديدات الإسرائيلية تجاه لبنان الذي يتعامل بحذر مع التطورات الميدانية والسياسية، ويترقب ما ستسفر عنه المفاوضات حول غزة لتحديد خطواته القادمة. وقد أبلغ الجيش الإسرائيلي القيادة السياسية بأنه أكمل استعداداته لتنفيذ مناورة برية كبيرة في لبنان، وفقاً لما أعلنته هيئة البث الإسرائيلية، مشيرة إلى التحضيرات لتنفيذ عمليات جوية قوية. في هذا السياق، تحدث قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، من قاعدة "رامات" التي عرض "حزب الله" الأربعاء مقاطع فيديو لها التقطتها طائرة مُسيّرة تحمل اسم "الهدهد 3"، عن مفاجآت محتملة، قائلاً: "نحن مستعدون للحرب... سنواجه العدو". وأكد بار على "المسؤولية الكبيرة التي تتحملها القوات الجوية في مهمة الدفاع عن الشمال".

 

تأتي هذه التهديدات بعد تصريحات تصعيدية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس، وإعلان الجيش انتهاء تدريبات تحاكي معارك مع "حزب الله" على الأراضي اللبنانية. في الوقت نفسه، أصدرت السلطات الإسرائيلية قراراً بإلغاء التعليم في المستوطنات والبلدات الحدودية مع لبنان للعام الدراسي المقبل، وأبلغت الطلاب بضرورة الالتحاق بمدارس أخرى.

 

من جهتها، لا تقلل مصادر نيابية في كتلة "التنمية والتحرير"، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، من أهمية التهديدات، لكنها تدعو إلى "عدم الإفراط في التفاؤل أو الاستسلام للتشاؤم"، مشيرة إلى أن "هذا الكم من التهديدات قد يدل على تصعيد، لكنه لا يعني بالضرورة نشوب حرب كبرى". وعلى الرغم من غياب الحراك الدبلوماسي الغربي تجاه لبنان كما كان الحال في السابق، حيث سجلت زيارات عدة لمسؤولين لبحث التهدئة، تقول المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط": "الأبواب ليست مغلقة، وهناك اتصالات وحراك دائم بعيداً عن الأضواء، بالإضافة إلى أن لبنان ليس بحاجة إلى قرارات جديدة بل إلى تطبيق القرار الدولي 1701 وممارسة الضغوط على إسرائيل للالتزام به".


المصدر : الشرق الأوسط