وسيم جانبين - صحافي


زار النائب الدكتور بلال الحشيمي بلدة الصويرة، حيث كان في استقباله حشد من فعاليات ومثقفي البلدة. كانت الزيارة مفاجئة في طبيعتها، حيث من النادر أن يزور نائب عن زحلة بلدة في البقاع الغربي لاستعراض مشاكلهم ومحاولة الوقوف إلى جانبهم والاستماع إلى آرائهم بشأن اقتراح القانون الذي تقدم به الحشيمي، والذي يهدف إلى إنشاء محافظة البقاع الغربي ومركزها جب جنين.

عند جلوسه في مقعده المخصص، بادره الحاضرون بالسؤال الأساسي لديهم: "أخبرنا ما قصتك مع بهاء ولماذا هذا الهجوم عليك ومن قبل من؟" رد الحشيمي مبتسماً وقال: "يا إخوان، نحن أهل البقاع أهل كرم وضيافة ووفاء، وبهاء الحريري ابن الشهيد رفيق الحريري الذي علم الآلاف في الجامعات الدولية. ومن الوفاء له أن نحب أبناءه ونحترمهم. بيوتنا مفتوحة للجميع، ولا أحد يملي على بلال الحشيمي من يستقبل ومن لا يستقبل، وأهلاً وسهلاً بمن يريد زيارتنا، كائناً من كان، وخاصة إذا كان ابن الشهيد الرئيس الحبيب. لا نستطيع أن نكون قصيري النظر، وكل شخص حر بخياراته. أما ما تم تداوله في الصحف الصفراء عن ضغوط مورست عليّ من السنيورة وفتفت لعدم استقبال بهاء، فهو كلام موجود في عقول مبتكريه".

بدا الحضور متحمساً ومتشوقاً لسماع أخبار بهاء الحريري، وكأنهم وجدوا فيه المنقذ والمخلص لوطنهم. وكأن عودة بهاء للعمل السياسي أعطت هذا الشعب أملاً فقد منذ زمن. أثنوا على كلام الحشيمي بالدعم، وأضافوا بأن بيوتهم أيضاً مفتوحة في إشارة واضحة إلى أنها مفتوحة لبهاء وأي أحد من أبناء رفيق الحريري. وأكد الحشيمي في ختام الحديث عن بهاء أنه يتأمل أن تكون حركة الأخير السياسية مترافقة مع انطلاق مسيرة مشاريع حيوية لأبناء المناطق كافة، وهنا يتوجب علينا جميعاً أن نتكاتف معاً لإنجاح تلك المشاريع.

انتقل الحشيمي إلى الموضوع الرئيسي لزيارته، وهو اقتراح القانون أعلاه. وأشار إلى أن اقتراحه ما زال حبرًا على ورق ولم يبدأ رحلته القانونية بالمرور عبر مجلس النواب وإدراجه على جدول الأعمال، والتصويت عليه، وإحالته إلى اللجان لدراسته، ثم مناقشته والتصويت عليه، وأخيراً إحالته إلى الحكومة والموافقة والمصادقة عليه. هذه عملية إدارية طويلة قد تستغرق سنوات. وأعطى الحشيمي مثالاً على إنشاء محافظة كسروان - جبيل، التي أُقرت في عهد الرئيس نجيب ميقاتي بعد 18 عاماً من إقرار القانون في مجلس النواب. وكان ذلك حاجة ملحة لأبناء المنطقة الذين كانوا يعانون المشقة في طريقهم إلى بعبدا لإتمام معاملاتهم الإدارية. وتجدر الإشارة إلى أن قانون إنشاء محافظتي بعلبك الهرمل وعكار تم خلال أشهر فقط.

أما جواباً عن سؤال الحاضرين حول سبب معارضة بعض الجهات السياسية لاقتراح النائب الحشيمي، الذي - وفقاً لكلام الحضور - هو اقتراح حيوي ومفيد ومطلب شعبي لأهالي البقاع الغربي، أجاب الحشيمي بأنه لا يعلم ويتمنى لو يعلم سبب هذه الحملة المريبة على اقتراحه. فمرة يُتهم بأنه يريد فصل قرى وبلدات عن زحلة وضمها إلى البقاع الغربي، ومرة أخرى يسمع بأن اقتراحه متسرع وكان بحاجة لدراسة أكبر! رغم أنه أكد مراراً وتكراراً ويؤكد أمام الجميع أن اقتراحه "على الحدود الراهنة والجغرافية"، إلا أن هناك البعض لديهم حسابات شعبوية خاصة ويريدون أن يستأثروا بقرار البقاع الغربي وخدماته، والبعض الآخر قد يعتبر أن الحشيمي سقط بالمظلة كدخيل على البقاع الغربي، وأن هذه البقعة الجغرافية ليست من اختصاصه، وأن عليه إيلاء زحلة فقط اهتمامه! إلا أن الحشيمي أكد أنه نائب عن كل لبنان، وأن لديه اقتراحات أخرى هامة سيتقدم بها في الوقت المناسب، وهو جاهز لتلقي صدمات آثارها ولن يتراجع.


المصدر : Transparency News