يعيش لبنان حالة من الترقب والتأهب بعد الهجوم الصاروخي الذي أودى بحياة 12 شخصاً في قرية مجدل شمس، يبدو أن المنطقة تقف على حافة مواجهة عسكرية جديدة. وسط هذه الأجواء، تتسارع الاتصالات الدبلوماسية الدولية لتجنب تصعيد أكبر، بينما تستعد الأطراف المعنية للأسوأ.


خيّم التوتر والترقب على لبنان أمس، بعد تهديدات إسرائيلية برد قوي و"ثمن باهظ" على الهجوم الصاروخي الذي أودى بحياة 12 شخصاً في قرية مجدل شمس الدرزية بالجولان السوري المحتل. وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، صادق على خطط عملياتية في جبهة لبنان. وأكدت مصادر دبلوماسية أن الضربة على لبنان محسومة، مع مساعٍ أمريكية ودولية لتخفيف حدتها وتجنب رد كبير من حزب الله، مع التركيز على ضربات محدودة لتجنب المدن الكبيرة، بما فيها بيروت.

صحيفة "نيويورك تايمز" توقعت أن يكون الرد الإسرائيلي أكبر من المتوقع، بينما أفادت وكالة "رويترز" بأن حزب الله وضع قواته في حالة استنفار شديدة وأخلى بعض المواقع الرئيسية في البقاع وجنوب لبنان. وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بو حبيب، كشف أن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة اللبنانية كبح جماح حزب الله، مشيراً إلى أن أي حرب في لبنان ستتحول إلى حرب إقليمية.

وفي ظل التهديدات، أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية تأجيل بعض الرحلات إلى مطار بيروت كإجراء احترازي. قبيل غروب شمس يوم السبت، سقط صاروخ على ملعب كرة القدم في مجدل شمس، حيث كان يلعب العشرات من الأطفال والمراهقين، ما أسفر عن مقتل 12 شابًا وإصابة 20 آخرين.

أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من أن يؤدي الهجوم إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، وسط خشية من انجرار إيران وحلفائها في العراق واليمن وسوريا إلى النزاع. وصف المسؤولون الإسرائيليون الهجوم بأنه أعنف هجوم على المدنيين منذ هجوم حماس على مستوطنات غزة في 7 أكتوبر.

إيران حذرت إسرائيل من مغامرات عسكرية جديدة في لبنان، ما قد يؤدي إلى تداعيات غير متوقعة. وأكدت إيران أن تل أبيب ستتحمل مسؤولية هذه التداعيات. وأعلنت إسرائيل رفع جهوزيتها القتالية في الشمال، وتوعد حزب الله برد قاس.

حزب الله نفى مسؤوليته عن الهجوم، لكن إسرائيل زعمت أن الصاروخ المستخدم ملك لحزب الله، وأكدت الولايات المتحدة أن كل المؤشرات تشير إلى تورط الحزب. على الأرض، شهدت أجواء لبنان تحليقاً كثيفاً للطيران الحربي الإسرائيلي، وأفادت معلومات عن حالة تأهب قصوى لحزب الله.

دعت عدة دول رعاياها إلى تجنب زيارة لبنان وأخذ الحيطة والحذر. صادق وزير الدفاع الإسرائيلي على خطط عملياتية في جبهة لبنان، وسط توقعات بأن الرد سيكون أكبر من المتوقع. وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الضربة على لبنان محسومة، ولكن يتم العمل على أن تكون محدودة في الحجم والمكان.

في المقابل، نفذ حزب الله سلسلة عمليات ضد المستوطنات ومواقع جيش الاحتلال، فيما شن الطيران الإسرائيلي غارة على بلدة شيحين، وتعرضت بلدة ميس الجبل لقصف مدفعي. الآلاف شاركوا في مراسم تشييع قتلى الضربة الصاروخية في مجدل شمس، حيث بدت علامات الحزن والتأثر على وجوههم، واحتج سكان البلدة على توافد الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين للمشاركة في التشييع، مطالبينهم بالرحيل.


المصدر : Transparency News