الاحتجاجات تجتاح فرنسا بعد تقديم مشهد ديني بطريقة استفزازية في الأولمبياد

شهدت شوارع فرنسا، أمس، تظاهرات حاشدة لمئات الآلاف من المسيحيين الذين خرجوا للاحتجاج على ما اعتبروه إساءة أخلاقية ودينية تجاوزت كل الحدود. تأتي هذه الاحتجاجات العارمة بعد عرض مشهد "العشاء الأخير" للسيد المسيح خلال الأولمبياد، والذي قدمه مجموعة من المثليين والمتحولين جنسياً.

المتظاهرون الذين ملأوا الشوارع في مدن عديدة، عبّروا عن غضبهم الشديد واستيائهم من هذا العرض، معتبرين أنه يمثل تعدياً صارخاً على القيم الدينية والأخلاقية التي يؤمنون بها. ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات تدين الإساءة إلى الرموز الدينية وتطالب باحترام المقدسات، بينما تعالت الهتافات المناهضة لهذا التصرف الذي وصفوه بأنه استفزازي وغير مقبول.

الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا أصدرت بياناً شديد اللهجة أعربت فيه عن استنكارها البالغ لهذا العرض. وجاء في البيان أن "العشاء الأخير" للسيد المسيح يمثل حدثاً مقدساً في العقيدة المسيحية، وأن تقديمه بهذا الشكل المسيء هو إهانة لمشاعر ملايين المؤمنين حول العالم. ودعت الكنيسة إلى احترام الرموز الدينية وتجنب استفزاز المؤمنين تحت أي ظرف.

من جانبه، دعا البابا فرنسيس، في تصريح له من الفاتيكان، إلى التهدئة وضبط النفس، مطالباً في الوقت ذاته بضرورة احترام المقدسات والرموز الدينية وعدم استخدامها لأغراض قد تؤدي إلى تأجيج المشاعر وإثارة الفتنة.

الحكومة الفرنسية أصدرت بياناً أكدت فيه احترامها لحرية التعبير، لكنها شددت في الوقت نفسه على أهمية احترام المشاعر الدينية لجميع المواطنين. وجاء في البيان: "فرنسا بلد يحترم حرية التعبير والفن، ولكن يجب أن يتم ذلك دون الإساءة إلى أي فئة من المجتمع أو المساس بمعتقداتها الدينية."

الاحتجاجات التي شملت مدن باريس وليون ومرسيليا وغيرها، تميزت بحضور كبير للعائلات والأطفال، مما يعكس مدى الغضب الشعبي من هذه الإساءة. وشهدت التظاهرات أجواء سلمية عموماً، رغم بعض الاحتكاكات المحدودة مع قوات الشرطة التي تواجدت بكثافة لتأمين المحتجين والحفاظ على النظام. 

المصدر : موسكو نيوز