وسيم جانبين _ صحافي


في زيارة أحيطت بالسرية التامة وإجراءات تنقل صارمة جداً، انتقل إسماعيل هنية من مكان إقامته في قطر إلى طهران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد. حضر الرجل كضيف لدى الحرس الثوري الإيراني، الذي يهتم بكافة التفاصيل الأمنية والذي استطاعت أذرعه المخابراتية اختراق المجتمعات العربية ونشر ثقافة مخبري السرايا في شوارعها بسهولة. تعدّ ميليشياته حول العالم من أكثر المجموعات الخارجة عن القانون تنظيماً وتدريباً.

غاب هذا الحرس المنظم في حادثتين ملفتتين: الأولى يوم فقدان الرئيس الإيراني خلال انتقاله من أذربيجان إلى إيران ولاحقاً مقتله، والثانية أمس عند اغتيال إسماعيل هنية في عقر دار النظام الإيراني وتحت أعين حرسه الثوري!

في الحالتين، كانت هناك صدمة وذهول. في الأولى، أصر نظام خامنئي على أن الحادثة غير مفتعلة، ولكن في الثانية كانت واضحة ومفتعلة عن سبق إصرار وترصد. وفي الأسئلة المشروعة وأجوبتها، يتساءل المواطن: هل سترد إيران على اغتيال ضيفها على أرضها وفي تحدٍ صارخ لسيادتها؟ أم أن دماء هنية السنية ليست بالغالية لديها لتقوم بردٍ على مستوى الفاجعة؟ والسؤال الآخر، كيف يمكن لأذربيجان، التي تربطها علاقة ممتازة مع إيران، أن يتم إطلاق صاروخ اغتيال هنية من أراضيها؟ ومن أطلق الصاروخ؟ وهل هناك علاقة تربط أذربيجان بحادثة سقوط مروحية رئيسي واغتيال إسماعيل هنية؟

بانتظار الرد الإيراني، نأمل ألا يكون رداً بحجم الرد على مقتل سليماني في سوريا، وذلك حفاظاً على ماء وجه الممانعة أمام شارعهم المثقل بالتبريرات التي باتت مستهلكة!

الجواب يبقى دائماً لدى الإيرانيين وطريقة ردهم على الرد الذي يبدو أن حزب الله ورّط قيادته فيه، عن قصد أو غير قصد.


المصدر : Transparency News