يسعى رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، بكل ما أوتي من توسّل واسترضاء للعودة إلى الساحة الانتخابية بين صيدا وجزين، في وقت يعيش فيه أهل الجنوب حالة من القلق والخوف من الحرب، وغير مدركين لمصيرهم ومصير أولادهم.

 

وقد جال باسيل في صيدا السبت الماضي، باحثاً من خلال "الجماعة الإسلامية" عن حضور لنفسه ولتيّاره بين أهل صيدا. ولعلّ من انتقدهم باسيل سابقاً وجاهر بمعارضتهم من أهل السنّة، هم الذين يسعى من خلالهم إلى مشروعية صيداوية. فزار مقرّ الجماعة الإسلامية على رأس وفد "تياريّ"، وأعلن في كلمته من مكتب "الجماعة" عن العمل مع الجماعة الإسلامية "على المستوى الوطني والإستراتيجي". ومن الواضح أن باسيل لا يجيد معاني المفاهيم السياسية، إذ هل من الصحيح أنه يريد العمل مع الجماعة الإسلامية على المستوى الإستراتيجي؟

 

وبعد زيارة "الجماعة الإسلامية"، زار باسيل دارة النائب عبد الرحمن البزري ودارة النائب أسامة سعد، وكان استقبالهما لباسيل "رفع عتب" في ظل كلام عام عن العيش المشترك وفلسطين.

 

بعد ذلك، زار باسيل مطرانية الروم الكاثوليك والتقى المطران إيلي حداد، حيث تحدّث باسيل عن نهجه الانفتاحي وعن "زواريبه الانتخابية". ثم انتقل إلى البلدية وأثار قضايا إنمائية، وهو أمر يتحدث عنه دائماً، ويظن أن إثارته لهذه المواضيع الإنمائية مع من يلتقيهم تُنسي اللبنانيين وعوده التي لم يتحقق منها شيء، وتُنسيهم ارتكاباته على المستوى الوطني. ومن غير المعروف إذا كان أهل صيدا ومرجعياتها قد نسوا فئوية باسيل وانتقادات تيّاره اللاذعة للرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

أما النائبة السابقة بهية الحريري فقد رفضت استقبال باسيل، وهذه ضربة لأهداف زيارته التي رتّب اتصالاتها ولقاءاتها النائب السابق أمل بو زيد من خلال علاقاته وصداقاته مع بعض المرجعيات الصيداوية التي قبلت الجلوس مع باسيل بعد عملية إقناع شاقة قادها بو زيد، والذي طلب اللقاء مع البعض شكلياً وبعيداً عن السياسة.

 

لقد سعى باسيل إلى زيارة الجميع في صيدا من أجل تثبيت حضور غير موجود، ولم ينسَ زيارة نصب شهداء صيدا عقب الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. والجدير بالذكر أنه باستثناء الوفد الذي رافقه، فإن الزيارة فشلت فشلاً ذريعاً على مستوى الناس الذين رفضوا ملاقاته.


المصدر : Transparency News