كتب مارون مارون:

لقد اثبتت الوقائع والأحداث أن إيران ليست بدولة فعليّة، لا هيبة لها ولا حضور، تفرض نفسها بالممارسات الإرهابية وبالأذرع المنتشرة في عدد من الدول العربية، فلا تخوض حروباً مباشرة بل بالواسطة، أي بالدماء غير الإيرانية إلا فيما ندر، تبرع في الحصاد وفي قطف ثمار ما زرعه سواها لتستثمره على طاولة المفاوضات وفي الحفاظ على نظامها، تنعت سواها ببيت العنكبوت، فيما الحقيقة أنها هي الوهن والوهم، فهي أشبه ببناء من رمل بُني على وحول لزجة...

فما نكتبه ليس اتهاماً ولا تمنّيات، إنما حقائق دامغة مُسندة إلى أحداث حصلت لم يمر عليها الزمن، وأذكر البعض منها، فهل يُعقل مثلاً أن دولة تعتبر نفسها زوراً أنها قوة أقليمية قاهرة لا يتجرأ أحد على التعرّض لها أو المساس بها، أن يُغتال قائدها العسكري ويدعى قاسم سليماني في أجواء دولة خاضعة لنفوذها ولا تُحرّك ساكناً يُذكر؟ بمعنى أنها لم تبادر إلى اغتيال أحد من الكادر العسكري الإسرائيلي أو الأميركي بمستوى المدعو سليماني. 

هل يُعقل أيضاً أن يتم سحق سفارتها في دولة شقيقة على يد دولة عدوة ويسقط لها مستشارين وضباط برتب رفيعة، ولا تقوم بأي عمل مماثل، لا بل تغرس رأسها بالرمال والوحول، وترد بمسرحية من المسيرات والصورايخ التي انفجرت بمعظمها قبل وصولها إلى أهدافها؟

هل يُعقل أيضاً وأيضاً أن تُعلن دولة إسرائيل، العدو المفترض لإيران، أنها اغتالت رئيس حركة حماس المدعو اسماعيل هنيّة في قلب العاصمة طهران وفي غرفة نومه، ولا زالت إيران تدرس سبل الرد الذي يتراوح بين الصبر الاستراتيجي وبين الزمان والمكان المناسبين؟

واكثر من ذلك، نظام يعتبر ذاته دولة او جمهورية، يسقط رئيسه بحادث غامض، بمروحية عمرها يفوق 50 عاماً، فلم تستطع العثور عليه في الغابات والاودية إلا بمساعدة طاقم تركي متخصّص، بعدما رفضت أميركا طلباً إيرانياً للمساعدة...

نعم، تعمّدتُ تعداد هذه النماذج للقول أن إيران هي أشبه برجل عاجز عن الحراك والفعل، إنما صوته لا يشكو من شيء، ولا زال يصدح، فمَن يسمعه من بعيد يظن أنه ما زال بالعشرين فيما الحقيقة أنه يركض باتجاه التسعين.

هكذا هي إيران، لقد جعلت من ذاتها ألعوبة بين الدول، لا بل مسخرة وأضحوكة، كونها عاجزة عن الفعل وتقاتل بسواها لا بسواعدها...

نعم، إيران باتت متهالكة، لا قدرة لها إلا على الصراخ والتضليل وإصدار البيانات، وإيهام مؤيديها أنها تمتلك قوة ردع وتوازن رعب، فيما الحقيقة تقول أنها تمتلك مُصطلحات بالية أكل عليها الدهر وشرب، ومَرّ عليها الزمن منذ زمن... والسلام.