في قصة تحمل الكثير من الحسرة والفخر في آن واحد، يقف لاعب الجمباز التركي آدم أصيل على أعتاب تحقيق إنجاز تاريخي لبلاده في أولمبياد باريس 2024. ولكن خلف هذا الإنجاز المتوقع، تكمن قصة مؤلمة للاعب مصري كان من الممكن أن يرفع علم بلاده عاليا في هذا المحفل العالمي.


آدم أصيل، أو عبد الرحمن مجدي كما يحلو لمحبيه في مصر، هو لاعب جمباز مصري الأصل، ولد وعاش في الإسكندرية. بدأ مسيرته الرياضية في مصر، وقدم أداءً مميزًا على المستوى المحلي، قبل أن يقرر الرحيل إلى تركيا بحثًا عن فرص أفضل لتطوير موهبته.

في تركيا، حصل عبد الرحمن على الجنسية التركية وتغير اسمه إلى آدم أصيل، ليلعب بألوانها. ومنذ ذلك الحين، توالت إنجازاته، حيث توج بطلاً للعالم عام 2022 وبطلاً لأوروبا عام 2023 في منافسات الأجهزة الحلقية بالجمباز.

والآن، مع اقتراب موعد نهائيات منافسات الجمباز في أولمبياد باريس، يعيش أصيل لحظات حاسمة، حيث يتطلع لتحقيق الميدالية الأولمبية. وفي تصريح قوي، وعد أصيل جمهوره بالتواجد على منصة التتويج في الرابع من أغسطس.

حلم مؤجل ومواهب مهدرة

قصة آدم أصيل تثير تساؤلات حول الأسباب التي دفعت هذا اللاعب الموهوب إلى مغادرة بلاده بحثًا عن فرصة أفضل في الخارج. فهل فشلت مصر في توفير المناخ المناسب لتطوير مواهب رياضييها؟ وهل دفعت البيروقراطية والإهمال العديد من المواهب الشابة إلى الهجرة؟

لا شك أن قصة أصيل تفتح الباب أمام نقاش واسع حول واقع الرياضة في مصر، وحاجة الاتحادات الرياضية إلى بذل المزيد من الجهد لتطوير البنية التحتية الرياضية، وتوفير الدعم المادي والمعنوي للرياضيين، حتى لا تضطر مصر إلى فقدان مواهبها الواعدة.

على الرغم من أن آدم أصيل يمثل الآن تركيا، إلا أنه يبقى في القلب مصريًا. فجمهوره المصري يتابعه بلهفة، ويتمنى له كل التوفيق في مسيرته الرياضية. ولكن في الوقت نفسه، لا يخفي المصريون شعورًا بالحسرة على ضياع موهبة كانت من الممكن أن تحقق الكثير لمصر.


المصدر : وكالات