في ظل توترات سياسية وأمنية متصاعدة، تجسد في لبنان مشهداً متناقضاً يعكس الانقسامات الحادة في المجتمع. ففي الوقت الذي كان فيه حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، يتوعد برد حتمي على إسرائيل إثر اغتيال أحد أبرز قادته العسكريين، تجمع آلاف اللبنانيين في وسط بيروت لحضور حفل استعراضي.


وفي مشهد يجسد تباين الرؤى بين الحرب والسلام، توافد قرابة ثمانية آلاف شخص إلى واجهة بيروت البحرية لحضور عرض راقص قدمته فرقة "مياس" اللبنانية تحت عنوان "قومي". هذا العرض الفني كان يجسد الصراعات والمعاناة التي يعيشها لبنان، وقد خصصت إحدى لوحاته لجنوب لبنان.

وبينما كانت فرقة "مياس" تضيء سماء العاصمة بالألعاب النارية، كان حزب الله يشيع قائد عملياته في الجنوب، فؤاد شكر، الذي قُتل في غارة إسرائيلية على حارة حريك ليل الثلاثاء. كما أسفرت الغارة عن مقتل مستشار إيراني وخمسة مدنيين بينهم طفلان.

وفي حديثها لوكالة فرانس برس، قالت أولغا فرحات، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، "أحزن لرؤية الناس يموتون في جنوب لبنان وفي غزة، لكنني أؤمن بأن الفرح والفن والاحتفال بالحياة هو أيضاً شكل من أشكال المقاومة". وأضافت "أنا مع الشعب الفلسطيني حتى أقصى الحدود، لكننا تعبنا ونريد أن نعيش".

وفي الوقت الذي كانت فيه الاحتفالات تعم بيروت، خرج الآلاف من مناصري حزب الله في الضاحية الجنوبية يهتفون بشعارات ضد أمريكا وإسرائيل، مطالبين بالانتقام لمقتل شكر.

ومن وجهة نظر أخرى، قال أحدهم: "من المعيب إقامة الحفلات بينما أهلنا في الجنوب يُهجّرون من بيوتهم وأطفالنا يُقتلون، المطلوب مؤاساة الناس".

وفي سياق مشابه، أثارت تصريحات رئيس كتلة حزب الله البرلمانية محمد رعد انتقادات لاذعة بعد أن انتقد الذين يتجهون إلى الملاهي بينما تعصف الحرب بالبلاد. وكان رد الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي ملتهباً، حيث تداول اللبنانيون فيديوهات توثق الحفلات والموسيقى، معبرين عن رغبتهم في حياة طبيعية دون حرب مع وسم #لبنان_لا_يريد_الحرب، أو #منحب_الحياة.

وفي تعليق على الأحداث، قال النائب مارك ضو على منصة "إكس"، "أقوى ردّ على إسرائيل هو حضارة الحياة والجمال"، مما أثار موجة من الانتقادات من مناصري حزب الله.

وفي الختام، لا شيء يخفف من الانقسام القائم في لبنان، كل طرف سجين موقفه.


المصدر : Transparency News + وكالات