مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، ظهرت مخاوف جدية بشأن تأثيراته على الأمن العالمي، وخاصة في مجال الأسلحة البيولوجية. بينما تسهم هذه التكنولوجيا في تسهيل العديد من الجوانب الحياتية، فإنها تحمل في طياتها تهديدات محتملة تتعلق بالأمن البيولوجي.


أفادت وكالة "بلومبرغ" بأن أدوات مثل "شات جي بي تي" قد تسهم في الكشف عن فيروسات ضارة وبكتيريا بشكل أكثر فعالية مما كان ممكنًا باستخدام أدوات البحث التقليدية. وبتزايد تكامل علم الأحياء الاصطناعي مع الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن استخدام هذه التكنولوجيا في تطوير أسلحة بيولوجية، مما يثير القلق بين الحكومات.

حذر كيفن إسفيلت، عالم الأحياء وأستاذ مشارك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، من أن الذكاء الاصطناعي قد يُمكّن الأفراد من إنشاء مسببات أمراض جديدة وأشد خطورة. وقال إسفيلت: "اليوم لا يمكننا الدفاع ضد هذه الأشياء"، مما يعكس القلق المتزايد حول الأثر المحتمل للتكنولوجيا على الأمن البيولوجي.

اختبارات "كلود" وتحذيرات الخبراء

قامت شركة Anthropic، المدعومة من Amazon وAlphabet، باختبار برنامج المحادثة الآلي "كلود" لتقييم المخاطر المحتملة في مجال الأحياء الدقيقة. وجدت التجارب أن "كلود" يمكن أن يساعد في تخطيط هجمات بيولوجية، مثل دمج مسببات الأمراض في الصواريخ واختيار الظروف الجوية المثلى للهجمات.

روكو كاساجراندي، عالم الكيمياء الحيوية ومفتش الأسلحة السابق في الأمم المتحدة، قاد فريقًا لاختبار "كلود" وتقييم قدراته. خلال التجارب، قدم "كلود" معلومات حول كيفية تصنيع مسببات الأمراض وكيفية زراعة هذه المواد، مما أثار قلقًا عميقًا حول إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير أسلحة بيولوجية.

استجابة الإدارة الأمريكية

استجابت إدارة بايدن بجدية لهذه التهديدات. فقد حصل البيت الأبيض على التزامات من شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى لاختبار أنظمتها وتقييم مخاطر الأمن البيولوجي. كما أصدر البيت الأبيض أمرًا تنفيذيًا لتشديد الرقابة على الأبحاث الممولة من الحكومة المتعلقة بالحمض النووي وتطوير الأسلحة البيولوجية.

في نوفمبر 2023، شددت نائبة الرئيس كامالا هاريس على أن الأسلحة البيولوجية المصممة بواسطة الذكاء الاصطناعي "يمكن أن تعرض وجود البشرية للخطر"، مما يبرز أهمية التأهب لمثل هذه التهديدات.

بينما يواصل الذكاء الاصطناعي فتح آفاق جديدة في مختلف المجالات، تظل المخاوف المتعلقة بتطبيقاته في صناعة الأسلحة البيولوجية قائمة. يتطلب هذا الواقع الجديد استجابة منسقة من الحكومات والقطاع الخاص والأكاديميين لضمان الاستخدام المسؤول لهذه التكنولوجيا وتجنب المخاطر المحتملة التي قد تهدد الأمن العالمي.


المصدر : وكالات