كتب عمر حسن حمود


توجيه اساطيل الولايات المتحدة الى المنطقة كلما احتدم الأمر بين إيران وإسرائيل يهدف الى حماية نظام الملالي من غضب نتنياهو وتوجهاته العسكرية ضد ايران وبرنامجها العسكري وليس العكس، إذ إن إسرائيل لا تحتاج الى من يحميها في حرب مع إيران إن وقعت، فالقدرات العسكرية بين الطرفين تميل لصالح اسرائيل بشكل كبير ولا يمكن المقارنة بينهما، ولا حتى القدرات الأمنية حيث أظهر الكيان تفوقا رهيبا واختراقا واسعا لإيران وللساحة الممانعة عموما، كما أن تصرفات العدو توحي بشكل واضح عدم الخوف او التردد في توجيه ضربات قاسمة لإيران، بينما نجد التردد والخوف والتوجس هي مزايا السياسة الخارجية لإيران تجاه أي اعتداء عليها من إسرائيل.

الولايات المتحدة في نيسان الماضي قادت حملة كبيرة من المفاوضات لترتيب رد إيران على قصف القنصلية في دمشق، حيث قبلت إسرائيل حينها أن لا ترد على الرد شريطة عدم قتل أحد في اسرائيل او استهداف مواقع لها حساسية سياسية او أمنية او عسكرية، مع تعهد الولايات المتحدة باسقاط الصواريخ المطلفة من إيران، وهكذا كان حيث أطلقت اسرائيل صواريخها ومسيراتها فحفظت ماء وجهها أمام جمهورها، واسقطت الولايات المتحدة معظم هذه الصواريخ والمسيرات ولم يقتل ذاك سوى طفلة عربية في صحراء النقب قتلت خطأ، فحمت اميركا نظام الملالي من غضب إيران وجموحها نحو التصعيد.

واليوم وإن بدا المشهد أكثر تعقيدا، فمن المتوقع أن بكون الرد إن حصل أقوى من الرد السابق ولكن مع ذات القواعد، حيث سيعمل التواجد العسكري الأميركي على تخفيف أثر صواريخ إيران بإسقاطها كلها او جلها ما يخفف من تأثيرها على ااداخل الإسرائيلي، وبهذا يكون ردا لا يعطي ذريعة لنتنياهو لشن ضربات مؤلمة وموجعة للنظام الإيراني، وبذات الوقت تحاول إيران أن تحافظ على ما تبقى من ماء وجهها إن بقي فيه ماء أساسا بعد كل تلك الضربات والاختراقات.

إن الولايات المتحدة لم تختلف مع إسرائيل الا على النظام الإيراني، حيث خرج هذا الخلاف الى الإعلام، حيث حرصت الولايات المتحدة وعملت بكل قوتها لمنع اسرائيل من ضرب إيران حفاظا على النظام، حيث أن أي ضربة قوية للنظام في عقر داره قد تسقطه او تقسم البلاد حيث أن النظام الإيراني ليس قويا على المستوى الشعبي الداخلي، وهناك مشكلات كبيرة يعاني منها، لذا تعلم الولايات المتحدة أنه لا لد منة حماية هذا النظام الذي يعد ركيزة أساسية في مشروع اميركا للمنطقة، وتعمل الآن على حمايته بأي طريقة سواء بالأساطيل او الصفقات الكاملة للمنطقة من تهور نتنياهو وقدرته على التملص من قبضة قرارات الولايات المتحدة، وقدرته على اللعب على توقيت استحقاقات اميركا الداخلية.

 فإيران وعصاباتها هي من نفذت هذا المشروع الذي كان بعجز المارينز أنفسهم عن إنجازه، حيث تولت إيران وعصابتها قتل وتهجير السنة في العراق وسوريا وإضعافهم في لبنان، كخطوة لا لد من منها من اعادة تقسيم المنطقة دويلات وكيانات كائفية عرقية هزيلة، تكون اليد الطولى فيها لإسرائيل، وتكون إيران بمثابة هامان عند فرعون.

وهكذا تكون أميركا تتعامل مع إيران وإسرائيل على قاعدة هذه عين وتلك عين، والحفاظ عليهما واجب وإن اختلفا في بعض القضايا التكتيكية لكلا الطرفين.