مع تصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط بين محور الممانعة وحزب الله من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، تتجه الأنظار نحو بيئة المقاومة في لبنان وكيفية تلقيها للضربات وتداعيات تصعيد قياداتها.


علم موقع "Transparency News" أن عددًا كبيرًا من أهالي الضاحية الجنوبية قد غادروا المنطقة واتجهوا نحو مناطق أخرى، خاصة بعد الاستهداف الأخير الذي طال القيادي في حزب الله فؤاد شكر. يُذكر أنه حتى قبل هذا الاستهداف، كان الأهالي متخوفين من أي ضربة محتملة، على الرغم من تهديد ووعيد قيادات حزب الله لإسرائيل.

يُذكر أن هذه المرة الثانية التي تكسر فيها إسرائيل قواعد الاشتباك وتستهدف الضاحية الجنوبية، بعد اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري والقيادي في حزب الله فؤاد شكر. كما أنها توعدت بضرب ليس الضاحية فقط بل بيروت أيضًا، مما يُسقط نظرية أمين عام حزب الله حسن نصرالله بأن الضاحية في منأى عن الحرب الدائرة في الجنوب.

وقد علم موقعنا أن قسمًا كبيرًا من أهالي الضاحية قد غادروا منازلهم خاصةً بعد اغتيال شكر الذي استهدفته إسرائيل في عقر دار حزب الله، ولجأوا إلى الجبل، عرمون، بشامون، خلدة، المتن، برمانا وغيرها من المناطق.

ورغم انتقال عدد كبير من بيئة المقاومة إلى مناطق أخرى، إلا أنهم يشعرون بأنهم غير مرحب بهم في تلك المناطق بالشكل المطلوب. حاول العديد منهم الاستئجار في عاليه وبحمدون، لكن الكثير من أهل تلك المناطق رفضوا تأجيرهم، على الرغم من مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط المطمئنة لبيئة المقاومة. بقيت تلك المواقف يتيمة، ولم تعكس صورة الشارع الدرزي الرافض لانخراط لبنان في الحرب، والرافض للتضامن الاجتماعي مع جمهور الثنائي، الذي يسير خلف قياداته رغم توريطهم في أتون حرب إقليمية تتخطى أعباءها قدرة لبنان على التحمل.

أهالي بيروت، المتن، وكسروان بدورهم يرفضون احتضان جمهور الثنائي بسبب تجارب عام 2006 و7 أيار 2008 وغزوة عين الرمانة عام 2021، والكثير من المحطات التي كانت قاسية على أهل تلك المناطق ولم تُمحَ من أذهانهم، خاصةً وأن هذه البيئة لم توفر فرصة أو مناسبة إلا وتتهم شركاءها في الوطن أو كل من يُخالفها الرأي بالعمالة.

ربما هي رسالة من اللبنانيين جميعًا بوجه هذا الحزب وجمهوره ليقولوا لهم: "حان الوقت كي تعلموا أن شركاءكم في الوطن هم لبنانيون مثلكم وعليكم أن تحترموهم قبل أن تطلبوا منهم استضافتكم في بيوتهم ومناطقهم". كما يُفترض على قيادات هذا المحور احترام كل اللبنانيين والتخفيف من وطأة الحقن الطائفي والسياسي.