يشهد الطلب العالمي على وقود الطائرات تراجعاً ملحوظاً، مما يثير قلقاً بشأن مستقبل أسعار النفط. ويأتي هذا التراجع في ظل تباطؤ إنفاق المستهلكين وتراجع مخصصات السفر، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة وتزايد المخاوف بشأن الركود الاقتصادي.


وكان من المتوقع أن يشهد الطلب على وقود الطائرات نمواً قوياً هذا العام، مدفوعاً بانتعاش قطاع السفر الجوي بعد جائحة كورونا. إلا أن البيانات الأخيرة أظهرت تبايناً كبيراً عن هذه التوقعات، حيث بلغ متوسط الطلب العالمي على وقود الطائرات حتى يوليو/تموز نحو 7.49 مليون برميل يومياً، بزيادة قدرها 500 ألف برميل يومياً عن الفترة ذاتها من العام الماضي. ومع ذلك، فإن هذا الرقم لا يزال أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 600 ألف برميل يومياً على مدار العام بأكمله.

يشكل وقود الطائرات نحو 7% من الطلب العالمي على النفط، لذا فإن أي تراجع في هذا الطلب من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على أسعار النفط. وقد أعلنت كل من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية عن تخفيض توقعاتهما للطلب على النفط خلال العام الجاري، وذلك بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتراجع الطلب على وقود الطائرات.

تعاني شركات الطيران وشركات السفر من تباطؤ في الحجوزات، خاصة في الرحلات الترفيهية الطويلة. ويعود ذلك إلى ارتفاع تكاليف المعيشة وتزايد المخاوف بشأن التضخم والأوضاع الأمنية في أوروبا والشرق الأوسط. وقد أعلنت العديد من الشركات عن خطط لتقليص رحلاتها وتخفيض تكاليف التشغيل لمواجهة هذه التحديات.

يبقى مستقبل أسعار النفط مرتبطاً بشكل كبير بتطور الطلب على وقود الطائرات. فإذا استمر التباطؤ الاقتصادي العالمي وتراجع إنفاق المستهلكين، فإننا قد نشهد مزيداً من الضغط على أسعار النفط في الأشهر المقبلة.


المصدر : وكالات