في الأسابيع القليلة الماضية، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي لاعبة رئيسية في الحملات الانتخابية للرئاسة الأمريكية، حيث استخدمها المرشحان البارزان كمالا هاريس ودونالد ترامب بشكل مكثف لدعم حملاتهم وجذب الناخبين.


وفي هذا السياق، ركزت كمالا هاريس حملاتها الانتخابية عبر منصة زووم، التي أثبتت نفسها كأداة قوية في التجمعات الافتراضية. وخلال الأيام الماضية، استضافت هاريس سلسلة من التجمعات الافتراضية الكبيرة عبر التطبيق، مما أعطى زووم دورًا غير متوقع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. أحد أبرز هذه التجمعات كان "White Dudes for Harris"، الذي اجتذب حوالي 60 ألف مشارك وجمع أكثر من 4 ملايين دولار لدعم المرشحة الديمقراطية. يذكر أن زووم، الذي كان له دور ثانوي في حملات عام 2020، أصبح الآن منصة أساسية بين الديمقراطيين.

أما من جهته، استعاد دونالد ترامب نشاطه على منصة إكس بعد فترة صمت دامت 8 أشهر، ليعيد نشر منشورات كتبها بنفسه تحفز مؤيديه. عودته إلى المنصة تأتي في إطار استراتيجياته لتعزيز حملته الانتخابية. وتضمن منشوراته عبارات انتخابية شهيرة مثل "اجعل الحلم الأمريكي متاحًا مرة أخرى" و"اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". كما أجرى ترامب محادثة مع إيلون ماسك على إكس، ونشر مقابلة مسجلة مع تاكر كارلسون عبر المنصة ذاتها. هذه العودة تعكس إدراك ترامب لأهمية وسائل التواصل في حملته الانتخابية، خاصةً بعد أن استخدم بايدن المنصة للإعلان عن تخليه عن الحملة الشهر الماضي.

التأثير المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي

تظهر التحليلات أن وسائل التواصل الاجتماعي قد أضافت بعدًا جديدًا للوصول إلى الناخبين، حيث تقوم الحملات الانتخابية بالاستفادة القصوى من هذه المنصات. وفقًا لموقع إم بي آر نيوز، فإن حملة كمالا هاريس، المعروفة باسم Kamala HQ، حققت 3.4 مليون متابع و75 مليون إعجاب على تيك توك. بالمقابل، حققت حملة ترامب على نفس المنصة 210,000 متابع و200,000 إعجاب، رغم أن ترامب لديه أكثر من 7 ملايين متابع على Truth Social.

تحديات الحملات في العصر الرقمي

توضح أبريل إيخماير، أستاذة الإعلام الناشئ في جامعة سانت توماس، أن الحملات الانتخابية اليوم تواجه تحديات جديدة بسبب اعتمادها على وسائل التواصل الاجتماعي. تقول إيخماير إن الحملات يجب أن تتكيف مع خصائص كل منصة، مما يعقد الأمر أكثر مقارنةً بالاستراتيجيات التقليدية مثل الإعلانات التلفزيونية والراديو.

يبدو أن الانتخابات الأمريكية 2024 ستشهد تحولًا كبيرًا في كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة رئيسية في الحملات الانتخابية، مما يجعلها الانتخابات الأكثر رقمنة حتى الآن.


المصدر : وكالات