وسط أجواء مشحونة وتوترات متصاعدة، شهدت مفاوضات الدوحة الأخيرة محاولة جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. وعلى الرغم من بعض التفاؤل الحذر، إلا أن الذكريات القاتمة من جولة المحادثات السابقة تلقي بظلالها على الجهود الحالية، حيث تتعقد الأمور بفعل الخلافات الداخلية لدى الطرفين والتحديات الكبيرة التي تواجه الوسطاء.


في خضم المفاوضات الجارية في الدوحة حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وعلى الرغم من التفاؤل الحذر الذي خيم على الجولة الحالية، إلا أن الصورة كانت قاتمة خلال جولة المحادثات الأخيرة في يوليو الماضي.

فقد كشفت مصادر مطلعة أن المفاوضات السابقة شهدت توتراً شديداً، إذ أثارت مطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تأمين الممرات الاستراتيجية في غزة غضب رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، الذي انفجر غاضباً، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال". كامل عبر عن استيائه قائلاً إن نتنياهو يضيع وقته.

ومع بدء الجولة الجديدة من المحادثات، عاد الوفد المصري مستعداً لتذليل العقبات المتبقية. وفي حين غابت حماس عن هذه الجولة، أكدت مصادر مصرية أن كل التطورات ستنقل للحركة في الوقت نفسه من قبل الوسطاء. من جهتها، شددت حماس على التزامها بمسار المفاوضات، لكنها رفضت الشروط الجديدة التي طرحتها إسرائيل.

وفي رسالة نقلها الوسطاء العرب، أكد زعيم حماس يحيى السنوار أن إسرائيل إذا كانت جادة بشأن المفاوضات فعليها أولاً وقف عملياتها العسكرية في غزة، مشيراً إلى اعتقاده بأن جولة المحادثات الحالية قد تكون مجرد مناورة إسرائيلية لشراء الوقت.

في المقابل، أعربت الولايات المتحدة، التي تتوسط في المفاوضات إلى جانب مصر وقطر، عن أملها في التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب. إلا أن الهدف الذي يسعى إليه نتنياهو، المتمثل في "النصر الكامل" بالقضاء على حماس، خلق انقسامات داخل حكومته، حيث أبدى وزير الدفاع يؤاف غالانت تحفظاته، معتبراً أن القضاء على حماس بشكل تام غير واقعي، وأن التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن أصبح أكثر إلحاحاً.

من جانبها، أظهرت بعض المعلومات وجود انقسامات داخل حماس نفسها، إذ يمثل السنوار الجناح الأكثر تشدداً سواء عسكرياً أو في ما يتعلق بمحادثات وقف النار.

ورغم استئناف المباحثات اليوم بين الوسطاء والوفد الإسرائيلي للتوصل إلى نقاط اتفاق، أبدى مراقبون تشاؤمهم، مشيرين إلى أن الفجوات لا تزال كبيرة، بينما يتطلع مئات آلاف الفلسطينيين المحاصرين في غزة إلى فسحة أمل ووقف للحرب المستمرة منذ 10 أشهر، والتي أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص.


المصدر : سكاي نيوز عربية