في ظل تزايد المخاوف من انتشار الأوبئة عالمياً، ومع التجارب التي عايشها العالم في مواجهة فيروس كورونا، تأتي التحذيرات الجديدة بشأن فيروس جدري القرود لتثير القلق مرة أخرى. مع إعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ عالمية بسبب انتشار هذا الفيروس، بدأ الكثيرون يتساءلون عن خطورته وإمكانية تحوله إلى وباء عالمي. في هذا السياق، يبرز دور الخبراء والمتخصصين في تقديم التوجيهات والنصائح اللازمة لفهم طبيعة الفيروس وسبل الوقاية منه، لاسيما في ظل الارتفاع الملحوظ في عدد الإصابات والوفيات المرتبطة به في مناطق معينة حول العالم.


دقّت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر وأعلنت حالة طوارئ عالمية بسبب انتشار فيروس جدري القرود، وذلك بعد تزايد الإصابات به، مما أثار القلق لدى الكثيرين من احتمالية تحوله إلى وباء عالمي مثلما حدث مع فيروس كورونا.

 

وأكد الدكتور عاصم عراجي، رئيس لجنة الصحة النيابية السابق، أن المشكلة مع فيروس جدري القرود تكمن في اكتشافه لأول مرة في الدنمارك عام 1958 عن طريق قرود استخدمت لأغراض البحث، ومن ثم ظهرت أول حالة إصابة بشرية في جمهورية الكونغو عام 1970، التي تسجل حاليًا أعلى عدد من الإصابات وفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية.

 

وأشار عراجي إلى أن الإصابات قد ارتفعت بشكل ملحوظ في المناطق المحيطة بالكونغو، حيث تم تسجيل حوالي 550 وفاة من بين 14 ألف إصابة، وهذه نسبة مرتفعة جدًا. وتبين أن هناك سلالتين من جدري القرود، السلالة "a" والسلالة "b"، حيث تُعد الأخيرة الأكثر خطورة وهي المنتشرة في أفريقيا. وتُسجل الوفيات بشكل خاص بين الأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة، وهو ما يثير قلق منظمة الصحة العالمية.

 

فيما يتعلق بانتشار الفيروس في لبنان، أوضح عراجي أن وسائل النقل السريعة قد تسهم في انتقال الفيروس من منطقة إلى أخرى، لافتًا إلى تسجيل أول حالة في السويد، ولكن حتى الآن لم تسجل أي إصابة في لبنان. وأكد أن منظمة الصحة العالمية قد اتخذت الإجراءات اللازمة، ولكن لم تصدر تعليمات محددة بخصوص المطارات، وأنه في حال تطور الوضع وزادت خطورة تفشي الفيروس، سيتم رفع درجة التأهب واتخاذ تدابير إضافية. وأضاف أن الإجراءات المتخذة حاليًا كافية، وأن لا خوف من انتشاره في لبنان في الوقت الحالي، باستثناء اللبنانيين المقيمين في أفريقيا الذين يجب أن يتخذوا أقصى درجات الوقاية والحذر.

 

وشدد على ضرورة مراقبة مراحل انتشار الفيروس بدقة لتجنب الوقوع في المحظور، مشيرًا إلى تأخر منظمة الصحة العالمية في إعلان حالة طوارئ عالمية عند انتشار فيروس كورونا، حيث أعلنت حينها أن الفيروس يستدعي الانتباه واليقظة، ولم تصفه بأنه وباء عالمي.

 

وشرح عراجي أن أعراض جدري القرود يمكن أن تنتقل عبر الاتصال المباشر مع الطفح الجلدي والإفرازات التنفسية أثناء المخالطة وجهًا لوجه، أو عن طريق الاتصال الجنسي. وتشمل الأعراض آلام العضلات، الحمى، تورم العقد اللمفاوية، السعال، ألم الحلق، الغثيان، والطفح الجلدي الذي يسبب الحكة ويتطور إلى بثور مملوءة بالسوائل، وتبدأ هذه الأعراض عادة في غضون أسبوع، ولكن قد تظهر بين 1 إلى 21 يومًا بعد الإصابة.

 

وأكد أن العلاج من فيروس جدري القرود يعتمد على معالجة الأعراض باستخدام مخفضات الحرارة، المسكنات، وبعض الأدوية المضادة للفيروسات. وهناك لقاح لعلاج الجدري التقليدي يمكن إعطاؤه في بداية الإصابة.


المصدر : Transparency News