في خضم التصعيد العسكري المتواصل بين "حزب الله" وإسرائيل، يشهد جنوب لبنان سلسلة من التوترات والمواجهات التي تزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة. تترافق هذه التطورات مع استمرار الغارات الجوية والاشتباكات الحدودية، فيما تستمر التحذيرات الدولية من خطر انزلاق الأمور نحو حرب شاملة، بينما تسعى الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة المتفاقمة. في هذا السياق، تبرز عمليات التسلل الإسرائيلية والقصف المتبادل كعوامل تزيد من هشاشة الوضع وتضع لبنان أمام تحديات أمنية وسياسية متصاعدة.


تسلل جديد للجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان

سجلت ثالث عملية تسلل للجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله"، مما يزيد من التوتر السياسي والعسكري في البلاد. في ظل ذلك، واصلت شركات الطيران تعليق رحلاتها إلى بيروت، حيث مددت مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية، التي تضم شركات مثل الخطوط الجوية السويسرية والنمساوية و"يورو وينجز"، تعليق رحلاتها إلى بيروت وعدة مدن أخرى حتى 26 أغسطس (آب)، مع تجنبها المجالين الجويين الإيراني والعراقي بسبب مخاوف من تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط.

حريق قرب مركز "يونيفيل" وقصف متبادل
اندلع حريق بالقرب من مركز قوات "اليونيفيل" نتيجة قصف الجيش الإسرائيلي لمنطقة تل نحاس بقذائف فسفورية. يأتي ذلك بعد إصابة ثلاثة من عناصر "اليونيفيل" جراء انفجار وقع بالقرب من آليتهم خلال دورية في محيط بلدة يارين بجنوب لبنان. وفي وقت متأخر من ليل الأحد-الاثنين، أعلن "حزب الله" أن مقاتليه تصدوا لجنود إسرائيليين حاولوا التسلل قرب الحدود اللبنانية، مجبرينهم على التراجع، فيما شن الحزب هجمات على مواقع عسكرية إسرائيلية بالصواريخ والمدفعية والطائرات المسيّرة.

استمرار القصف والغارات في الجنوب
استمرت العمليات العسكرية المتبادلة والقصف على جنوب لبنان، حيث استهدفت غارة إسرائيلية بلدة حولا، ما أدى إلى مقتل شخصين، أكدت وزارة الصحة اللبنانية أنهما من عناصر "حزب الله". كما أعلن "حزب الله" عن هجوم جوي بأسراب من المسيّرات على مواقع عسكرية إسرائيلية رداً على اغتيال قائد في قوة الرضوان بغارة إسرائيلية في منطقة صور.

 تراجع احتمالات الحرب الواسعة
رغم تصاعد التوترات، يرى العميد المتقاعد والخبير العسكري خليل الحلو أن احتمالات الحرب الموسعة في جنوب لبنان بدأت تتراجع. ويرجع ذلك إلى المفاوضات المستمرة التي تسعى للتهدئة، واستنزاف الطرفين بعد 11 شهراً من المواجهات. وأشار الحلو إلى أن العمليات العسكرية ستستمر ولكن بوتيرة متغيرة، مع غياب الحل الدبلوماسي، وبانتظار نتائج المفاوضات في غزة التي قد تؤثر على جبهة الجنوب.

 لبنان يقدم شكوى إلى مجلس الأمن
على وقع استمرار الخروقات الجوية الإسرائيلية، قدمت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن بناءً على تعليمات وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، دانت فيها انتهاك إسرائيل لسيادة لبنان ومجاله الجوي، وللقانون الدولي الإنساني.

 غارات على بعلبك واستهداف مستودع أسلحة
في تطور آخر، شن الطيران الإسرائيلي مساءً غارات على منطقة بعلبك شرق لبنان، مستهدفاً مستودع أسلحة لـ"حزب الله" في بلدة سرعين. وأظهرت مقاطع فيديو اشتعال النيران وتطاير المقذوفات، مما أدى إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى المنطقة. وفي وقت سابق من نفس اليوم، استهدفت غارة إسرائيلية بالطائرات المسيرة سيارة على طريق دير قانون – رأس العين جنوب لبنان، مما أدى إلى مقتل شخص، أكدت مصادر أنه من عناصر "حزب الله".


المصدر : الشرق الأوسط