في ظل الأوضاع الراهنة، تواجه المستشفيات في بيروت تحديات كبيرة تتعلق بتأمين الطاقة اللازمة لتشغيلها، لا سيما في حالة اندلاع حرب شاملة.


وعلى الرغم من جهود تعزيز الطاقة الشمسية، لا تتمتع جميع المستشفيات في العاصمة اللبنانية بتركيب الألواح الشمسية اللازمة بسبب محدودية المساحات المتاحة. الأمر الذي يجعل الاعتماد على المولدات الكهربائية بديلاً غير كافٍ نظراً لتكلفتها العالية وعدم قدرتها على العمل المستمر على مدار الساعة.

وتواجه المستشفيات في بيروت مشكلة حادة في تأمين الطاقة، حيث إن المولدات الكهربائية لا تستطيع العمل 24 ساعة بشكل متواصل، ما يضع المستشفيات في خطر الإغلاق التام خلال أوقات الطوارئ أو النزاعات. في حال اندلاع حرب، قد تجد المستشفيات نفسها مضطرة للإغلاق بسبب المصاريف الباهظة لتشغيل المولدات.

التجهيزات وخطط الطوارئ

رغم هذه التحديات، تعمل المستشفيات على التأهب لمواجهة سيناريوهات الحرب الواسعة. وقد قامت المستشفيات بوضع خطة طوارئ مع وزارة الصحة منذ ثمانية أشهر، تضمنت تدريب الطواقم الطبية على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ. وتشير المصادر إلى أن المستشفيات جاهزة لاستقبال الجرحى في حالة "الحرب الكلاسيكية"، حيث تم إعداد الخطط اللازمة لضمان أقصى درجات الاستجابة الطبية.

وبالنسبة لمرضى غسيل الكلى، فإن مخزون الأدوية الخاص بهم يكفي لتغطية احتياجاتهم لثلاثة أشهر. ومع ذلك، يواجه مرضى السرطان مشكلة في توفير الأدوية، حيث يعاني السوق أحياناً من نقص في الأدوية اللازمة لعلاجهم، مما يسبب حالة من البلبلة في السوق.

وفي ظل هذه الظروف، تدعو الأوساط الصحية المسؤولين إلى التركيز على تقديم حلول فعالة بدلاً من الاكتفاء بالتصريحات، والعمل على تأمين مصادر الطاقة المستدامة والتخزين الكافي للأدوية والمستلزمات الطبية لضمان استمرارية الخدمات الصحية في الأوقات الحرجة.

إذ لا يوجد بلد في العالم يكون فيه انقطاع الكهرباء مستمراً طوال اليوم، وتبقى الحاجة ملحة لتحسين البنية التحتية للطاقة وتوفير الدعم اللازم للمستشفيات لضمان استمرارية الرعاية الصحية.


المصدر : Transparency News + وكالات