في تصعيد جديد يعكس توتر الأوضاع على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، شهدت الساعات الأخيرة غارات مكثفة على مناطق في البقاع، وسط تحذيرات متبادلة واستعدادات عسكرية على جانبي الصراع. ومع تزايد المخاوف في إسرائيل من رد محتمل لحزب الله، اتخذت تل أبيب إجراءات وقائية في حيفا، بينما واصل حزب الله ضرباته، مؤكداً استعداده لمواجهة طويلة الأمد.


صعّد العدو الإسرائيلي اعتداءاته أمس، حيث وسّع نطاق استهدافه في البقاع لليلة الثانية على التوالي، مستهدفاً محيط بلدات بوداي وسرعين والنبي شيت، وذلك بعد تصريح وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الذي أشار إلى أن عمليات القصف التي جرت أول من أمس في البقاع، كانت تحضيراً لمختلف الاحتمالات. في المقابل، يسيطر على الأوساط الإسرائيلية قلق من أن يؤدي انتظار رد حزب الله إلى تراجع اليقظة، حيث أشار يوآف ليمور في صحيفة "إسرائيل اليوم" إلى أن مُسيّرات حزب الله باتت تمثل تحدياً كبيراً للجيش الإسرائيلي، كما أظهر حادث الجليل الغربي الذي أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي.

وفي سياق متصل، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة عن حصيلة غير نهائية للغارات الإسرائيلية على البقاع، موضحاً أن الغارات أدت إلى استشهاد شخص وإصابة عشرين آخرين، بينهم حالة حرجة لشخص يخضع حالياً لعملية جراحية دقيقة، إضافة إلى إصابات متوسطة لثمانية أطفال وامرأة حامل.

وفي ظل التوتر الأمني والعسكري مع لبنان، بدأت سلطات العدو اتخاذ إجراءات جديدة في منطقة حيفا، حيث توصلت بلدية المدينة إلى اتفاق مع شركة "البنى الوطنية للطاقة" لتفكيك 9 خزانات تحتوي على مواد خطرة ابتداءً من يناير المقبل، مع إمكانية إخلاء خزانات أخرى في حال العثور على مواقع بديلة. ويأتي هذا الاتفاق بعد سنوات من النزاعات القضائية، في ظل مخاوف من تعرض هذه المنشآت في خليج حيفا لصواريخ ومُسيّرات حزب الله، خاصة منذ تصاعد المواجهات مع إسرائيل في شمال فلسطين المحتلة منذ أكتوبر الماضي.

من جهته، واصل حزب الله عملياته العسكرية دعماً لغزة والرد على الاعتداءات الإسرائيلية في لبنان. فقد استهدف مواقع إسرائيلية في الجليل، وقصف بصواريخ الكاتيوشا ثكنات عسكرية إسرائيلية في مناطق متعددة، كما شن هجمات بمُسيّرات انقضاضية على مواقع قيادية للجيش الإسرائيلي، وأصاب أهدافه بدقة. وفي مواجهة الاعتداءات الجوية الإسرائيلية، تصدت وحدة الدفاع الجوي في حزب الله لطائرة حربية معادية في الجنوب بصاروخ أرض-جو، مما أجبرها على التراجع.

 


المصدر : Transparency News