في ظل تعثر المفاوضات الهادفة لتحقيق هدنة في غزة وتصاعد التوترات الإقليمية، تتجه الأنظار نحو التصريحات الإسرائيلية المتشددة التي تعكس رفضًا قاطعًا لإنهاء الحرب، مما يزيد من تعقيد المشهد ويهدد بإشعال حرب واسعة في المنطقة. وسط هذه الأجواء، يتصاعد القلق من تداعيات هذا التصعيد على لبنان، حيث يقف "حزب الله" أمام خيارات صعبة، محذرًا من أن الصبر الاستراتيجي له حدود، وأن استمرار الاعتداءات قد يدفع المنطقة نحو مواجهة شاملة.


يبدو أن كافة السبل المؤدية إلى هدنة في غزة ما زالت مسدودة، والآمال بتحقيق تقدم هذا الأسبوع قد تبددت، بل إن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من المسؤولين الإسرائيليين تشير إلى تعثر المفاوضات التي كان من المفترض استكمالها في القاهرة. تصريحات نتنياهو الأخيرة بأنه لن يقبل بأي مقترح يتضمن إنهاء الحرب أو انسحاب القوات من محوري نتساريم وفيلادلفيا، تظهر بوضوح عدم نية إسرائيلية للوصول إلى اتفاق، مما يضع عراقيل جديدة أمام المفاوضات المرتقبة قبل نهاية الأسبوع.

في ظل هذه الظروف، تراجعت فرص الوصول إلى وقف الحرب في غزة، مع تصاعد الحديث عن إمكانية اندلاع حرب واسعة تسعى إسرائيل لإشعالها بكل قوة. ورغم الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة في غزة ولبنان، فإن "حزب الله" وباقي قوى المقاومة تعاملوا بحذر وحكمة مع هذه التطورات، إلا أن هذا الصبر الاستراتيجي قد ينفد في نهاية المطاف، ما سيؤدي إلى عواقب وخيمة ليس فقط على إسرائيل، بل أيضاً على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وفقاً لمصدر وزاري لبناني.

المصدر الوزاري أشار إلى أن الإدارة الأميركية لا تبدو جادة في سعيها لوقف النار في غزة، حيث أنها بدلاً من ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل، تواصل دعمها العسكري بمليارات الدولارات. كما كشف المصدر أن كبير المستشارين لشؤون أمن الطاقة العالمي، آموس هوكشتاين، حمل خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان رسائل تهديد، لكنه تلقى رداً واضحاً بأن الحل يبدأ بوقف الحرب على غزة.

وأشار المصدر إلى أن "حزب الله" أوصل رسالة واضحة للموفد الأميركي مفادها أن لبنان لن يكون لقمة سائغة، وهو ما فهمه هوكشتاين جيداً. كما أكد لبنان الرسمي موقفه الثابت بعدم القبول بأي اتفاق يتعلق بالجبهة الجنوبية قبل وقف العدوان على غزة، وهو ما تم إبلاغه أيضاً لوزيري خارجية فرنسا ومصر.

ورغم سعي المقاومة لتجنب اندلاع حرب واسعة، إلا أنها مستعدة للتعامل معها بما يتناسب مع مصلحة لبنان. وكشف "حزب الله" الأسبوع الماضي عن أحد أكبر أنفاقه، في رسالة واضحة للتهديدات الأميركية، مما يعكس استعداد الحزب لمواجهة أي تصعيد محتمل.


المصدر : اللواء