توقف مراقبون عند المشهد السياسي المتغير داخل التيار الوطني الحر، حيث يشهد التيار سلسلة من التحولات الكبيرة تحت قيادة رئيسه النائب جبران باسيل.


فمنذ توليه زمام القيادة، بدأ باسيل في تطبيق استراتيجية غير مألوفة، متجاوزًا القواعد التقليدية التي تأسس عليها التيار في عهد مؤسسه، الرئيس السابق ميشال عون.
أحد أبرز هذه التغييرات هو إقصاء العديد من الشخصيات البارزة التي ارتبطت بالتيار منذ تأسيسه. وقد أثار هذا الإقصاء موجة من الانتقادات داخل صفوف التيار وخارجه، حيث اعتبرها البعض محاولة لتهميش الإرث السياسي للتيار وإحلال رؤية جديدة تتماشى مع توجهات باسيل الشخصية.

فمنذ تسلمه قيادة التيار، يسعى باسيل إلى تحويل النهج العوني إلى نهج يتوافق مع رؤيته الخاصة. بمعنى أصبح باسيل يتخذ القرارات بشكل فردي، دون التشاور مع الكوادر القيادية الأخرى. هذا التوجه نحو "الباسيلية" يعكس تغييرًا جذريًا في طريقة عمل التيار، حيث أصبح النقاش الداخلي والمعارضة الداخلية أمرًا نادرًا، مما أثار قلق العديد من الأعضاء الذين يرون في ذلك تهديدًا للديمقراطية الداخلية في التيار.

في الوقت نفسه، يرى البعض أن الأسباب الحقيقية وراء فصل بعض قياديي التيار قد تكون أكثر تعقيدًا من تلك التي تم الإعلان عنها رسميًا. فقد أشيع أن رفض التصويت لجهاد أزعور كمرشح للرئاسة الجمهورية لم يكن السبب الفعلي للفصل. على سبيل المثال، النائب إبراهيم كنعان، الذي صوت لصالح أزعور وكان جزءًا من كتلة "لبنان القوي"، لا يزال يواجه تهديدًا بالفصل من التيار، مما يشير إلى أن هناك أبعادًا أخرى لهذه القرارات تتجاوز مجرد التباين في الآراء السياسية.

 كما أن سيمون أبي رميا، الذي دُفع إلى الاستقالة، كان أيضًا من بين الذين التزموا بقرار التصويت لأزعور، وهو ما أكده أحد نواب التكتل.

الجدير بالذكر أن ترشح إلياس بو صعب للانتخابات كان مشروطًا بعدم التصويت إلا للمواضيع التي تتوافق مع قناعاته. لذلك، كان يصوت لزياد بارود منذ البداية. يبقى السؤال: لماذا وافق باسيل على شروط بو صعب قبل ترشحه، ولماذا تراجع عنها اليوم؟ 

هذه التحركات من قبل باسيل قد تفتح الباب أمام صراعات داخلية جديدة في التيار، خاصة في ظل شعور العديد من الأعضاء بأن التيار قد انحرف عن مساره الأصلي، وأصبحت "الباسيلية" تصفي "العونية".


المصدر : Transparency News