تزداد المخاوف من احتمال اندلاع نزاع واسع النطاق بين "حزب الله" وإسرائيل، وهو سيناريو يحمل في طياته تداعيات كارثية على المنطقة والعالم بأسره. في هذا السياق، يبرز رأي العميد الركن المتقاعد د. هشام جابر، الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية، الذي يطرح رؤية تحليلية تستبعد احتمال الحرب الشاملة، مع التنبيه إلى إمكانية وقوعها في حال وقوع أخطاء استراتيجية من قبل الأطراف المعنية. هذه الرؤية تلقي الضوء على التوازنات الدقيقة والحسابات المعقدة التي تحكم الوضع الراهن، وسط مساعٍ دولية لاحتواء التصعيد وتجنب كارثة قد تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من حدود المنطقة.


استبعد العميد الركن المتقاعد د. هشام جابر، الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية، في حديث لـ «الأنباء» احتمال اندلاع حرب واسعة بين «حزب الله» وإسرائيل. لكنه أشار إلى أن الحرب قد تصبح ممكنة إذا وقع أحد الأطراف في خطأ استراتيجي. وأوضح جابر أن معظم القوى الدولية، باستثناء جزء من إسرائيل، ترفض اندلاع حرب من هذا النوع، لأنها قد تمتد وتتطور إلى حرب عالمية ثالثة، كما حذر من ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب.

 

وأكد جابر أن «حزب الله» يعارض توسيع نطاق الحرب، نظرًا للأوضاع الاقتصادية الصعبة في لبنان وعدم قدرة البلاد على تحمل تبعات نزاع بهذا الحجم. كما أشار إلى أن إيران، الحليف الأكبر للحزب، ترفض أيضًا الانخراط في حرب قد تدمر المنطقة بالكامل، مدركة أن الحرب في جنوب لبنان تختلف جذريًا عن تلك في غزة، وأن قدرات «حزب الله» العسكرية الهائلة ستؤدي إلى تدخل دولي وتحول النزاع إلى حرب شاملة تخرج عن السيطرة.

 

وأضاف جابر أن قواعد الاشتباك تغيرت بعد توسع إسرائيل في استهداف الداخل اللبناني، مما استدعى ردود فعل مماثلة من «حزب الله». وتوقع جابر تصعيدًا إسرائيليًا غير مسبوق في الأيام القادمة، لكنه أشار إلى أن هذا التصعيد سيكون مضبوطًا لتجنب تحميل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التدهور الكبير في الأوضاع. وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول استفزاز «حزب الله» لاستدراجه إلى قرار الحرب الموسعة، وهي خطوة لن يقدم عليها الحزب.

 

وأشار جابر إلى أن «حزب الله» يتأنى في الرد على اغتيال القائد فؤاد شكر، ويدرس بدقة تبعات أي رد محتمل. وأكد أن الحزب جاهز للتعامل مع أي حرب موسعة إذا اندلعت، وأنه لن يتردد في استهداف مواقع أبعد من العمق الإسرائيلي بصواريخ دقيقة وذكية.

 

وفيما يتعلق بـ "حرب الإسناد" الجارية بين حماس وإسرائيل، أوضح جابر أن هذه الحرب لن تنتهي إلا بوقف إطلاق النار في غزة، وأنها مفتوحة على جميع الاحتمالات. وبيّن أن استمرار العمليات العسكرية في غزة يعقد الأمور، مشيرًا إلى أن الحل الوحيد هو وقف إطلاق النار أو اندلاع حرب شاملة، وهو احتمال مستبعد عالميًا.


المصدر : الانباء الكويتية