في تطور لافت، حذرت دراسة كندية نشرتها الجمعية الطبية الكندية الأطباء من ضرورة أخذ فيروس نادر يسمى "بوسان" في الاعتبار عند تشخيص حالات التهاب الدماغ.


ويأتي هذا التحذير بعد تشخيص حالة طفل كندي مصاب بالفيروس، مما يسلط الضوء على أهمية التفكير في هذا الفيروس النادر عند مواجهة حالات مشابهة.

دخل طفل كندي يبلغ من العمر 9 سنوات إلى المستشفى يعاني من الحمى وتيبس الرقبة والصداع، وذلك بعد أسبوع من رحلة تخييم في شمال أونتاريو. قام الأطباء بإجراء مجموعة واسعة من الاختبارات لاستبعاد أمراض معروفة مثل فيروس إبشتاين بار، ومرض لايم، والتهاب السحايا الجرثومي. وعندما تم استبعاد كل هذه الأمراض، تم اكتشاف إصابة الطفل بفيروس بوسان.

فيروس بوسان: الخصائص والمخاطر

فيروس بوسان، الذي اكتشف لأول مرة في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، يُعتبر نادراً ولكن يشكل تهديداً صحياً كبيراً. يسبب الفيروس التهاب الدماغ، ويصل معدل الوفيات بين المصابين إلى 10-15٪. علاوة على ذلك، يمكن أن يسبب الفيروس مضاعفات صحية طويلة الأمد حتى بين الناجين.

تم اكتشاف فيروس بوسان في عام 2018، كجزء من بحث حول فيروسات "هانتا" في كوريا الجنوبية. وتم التعرف عليه في قوارض برية في مدينة بوسان، وكان مختلفاً وراثياً عن فيروسات "هانتا" الأخرى المعروفة في ذلك الوقت، مما أدى إلى تصنيفه كنوع جديد.

من أكثر الجوانب إثارة للقلق في فيروس بوسان هو سرعته في الانتقال، حيث يمكن أن ينتقل في غضون 15 دقيقة فقط من تعرض الشخص للقراد الحامل له، وتظهر الأعراض عادةً بعد أسبوع إلى خمسة أسابيع.

التوصيات والوقاية

تسلط الدراسة الكندية الضوء على زيادة حالات التهاب الدماغ الناجم عن فيروس بوسان وأمراض أخرى ينقلها القراد، مما يشير إلى ضرورة الانتباه للأطباء خلال فترة الصيف والخريف. وفقاً للتقرير، هناك ارتفاع ملحوظ في حالات التهاب الدماغ على مدى السنوات العشرين الماضية، ويُعزى هذا الاتجاه إلى عوامل مثل تغير المناخ التي قد تزيد من أعداد القراد وتوسع نطاقها الجغرافي، مما قد يؤدي إلى زيادة عدد الإصابات.

ويؤكد زاكاري بلاتمان، طبيب الأطفال المقيم وأحد المشاركين في الدراسة، على ضرورة أن يكون الأطباء يقظين ويشملوا اختبار مصل فيروسي واسع النطاق للمرضى الذين يعانون من التهاب الدماغ، خاصةً في الصيف والخريف. وأضاف بلاتمان: "نظراً للخصائص السريرية غير المحددة للفيروس، يجب أن ينظر الأطباء في إجراء اختبارات مصلية واسعة النطاق للمرضى الذين لديهم تاريخ من السفر إلى المناطق الموبوءة أو التعرض للقراد".

 


المصدر : وكالات