استعاد مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت حيويته بعد إعلان حزب الله انتهاء الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر، ما دفع العديد من شركات الطيران إلى استئناف رحلاتها إلى لبنان. ورغم استمرار المخاطر الأمنية في المنطقة، شهد المطار نشاطاً ملحوظاً، متجاوزاً التوقعات في هذه الفترة من العام، مع زيادة عدد الرحلات والإقبال من قبل المسافرين، خاصة المغتربين اللبنانيين.


استأنف مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت نشاطه بعد إعلان حزب الله انتهاء الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر، ودعوة الأمين العام للحزب المواطنين للعودة إلى حياتهم الطبيعية. ورغم استمرار التحديات الأمنية في المنطقة، شهد المطار نشاطاً متزايداً خلال اليومين الماضيين، متجاوزاً المعتاد في هذا الوقت من العام.

إجراءات استئناف الرحلات والشركات
ساهم الإعلان عن انتهاء العمليات الانتقامية في تخفيف المخاطر الأمنية، ما شجع العديد من شركات الطيران على استئناف رحلاتها إلى لبنان. ورغم أن حوالي 20% من الشركات علّقت رحلاتها بالكامل إلى بيروت في ظل التوترات الأمنية، استمرت أكثر من 80% منها في تشغيل رحلاتها، ولكن مع تقليص عددها إلى الحدود الدنيا.

وفي هذا السياق، عادت شركات مثل "إير فرانس"، و"ترانسافيا" (الفرع المخفّض التكلفة التابع لها)، والخطوط الجوية الأردنية، و"لوفتهانزا" لتسيير رحلاتها إلى بيروت، مع مراقبة التطورات الأمنية عن كثب. ومن المتوقع أن تستأنف الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها قريباً، بينما تستمر الخطوط السعودية في تعليق رحلاتها. من جهة أخرى، لم توقف شركات الطيران العراقية والجزائرية رحلاتها إلى لبنان طيلة فترة الأزمة.

حركة المطار
وصف علي محسن، رئيس اتحاد النقل الجوي في لبنان (UTA)، الوضع الحالي في مطار بيروت بأنه "يميل إلى الإيجابية"، مشيراً إلى أن الطلب على الرحلات من بيروت لا يزال مرتفعاً، رغم انتهاء الموسم السياحي في لبنان. وأوضح محسن أن عدد الرحلات اليومية قد زاد بشكل ملحوظ، مع تزايد إقبال المغتربين اللبنانيين الذين كانوا قد تأخروا في مغادرة البلاد بسبب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران.

وأشار إلى أن الأوضاع قد استقرت نسبياً، مما أدى إلى إعادة فتح الأجواء من وإلى لبنان، حيث تستعيد شركات الطيران نشاطها تدريجياً. ووفقاً لمحسن، تصل إلى مطار بيروت حالياً حوالي 60 طائرة يومياً، ما يشير إلى ارتفاع حركة الطيران فوق المستوى الطبيعي لهذه الفترة من العام، التي تشهد عادة ما بين 30 و50 رحلة يومياً خارج المواسم السياحية.

المخاطر والتأمين
ورغم التحسن الحالي، لا تزال بعض شركات الطيران، مثل "لوفتهانزا"، تقرر وجهتها إلى بيروت بشكل يومي، بسبب المخاطر الأمنية المرتبطة بالجغرافيا اللبنانية، والتي تشمل الطائرات المدنية التي تهبط في بيروت عبر أجواء مناطق معرضة للغارات الإسرائيلية، مثل طرطوس السورية وطرابلس اللبنانية.

وقد أدى ارتفاع معدلات التأمين على الطيران إلى زيادة كبيرة في تكلفة الرحلات، حيث بلغت أسعار التذاكر أضعاف قيمتها المعتادة. ومع تراجع مستوى المخاطر في الأيام الأخيرة، شهدت حركة الطيران بين بيروت والعالم انتعاشاً ملحوظاً، رغم انتهاء الموسم السياحي الفعلي مع بداية شهر أغسطس.


المصدر : Transparency News