خسر التيار الوطني الحر أحد أبرز مشرعيه القانونيين، النائب إبراهيم كنعان، الذي أعلن استقالته من التيار إثر تجاهل مبادرته التوحيدية التي أطلقها في الرابع عشر من أغسطس الجاري. كانت هذه المبادرة تهدف إلى لم شمل النواب وكوادر التيار المستقيلين والمفصولين، في محاولة لإعادة توحيد الصفوف داخل التيار.


يُعتبر كنعان من الشخصيات الصقورية داخل التيار الوطني الحر، ويتمتع بقاعدة شعبية واسعة في قضاء المتن، تتفوق على معظم النواب الآخرين في التيار. هذه الشعبية الواسعة جعلت منه منافسًا قويًا داخل التيار، حيث عرف بعدم المهادنة والمساومة، رغم التزامه العميق بمبادئ التيار وأفكار مؤسسه الجنرال ميشال عون.
تمثل شعبية كنعان ومكانته السياسية، إضافة إلى حنكته وصلابته في الدفاع عن مبادئه، تحديًا كبيرًا لرئيس التيار الحالي، النائب جبران باسيل. إذ سعى باسيل مرارًا وتكرارًا لإقصاء كنعان، خاصة خلال الانتخابات الأخيرة، إلا أنه فشل في تحقيق ذلك، حيث نجح كنعان في الفوز بمقعده، متجاوزًا رغبات باسيل، مما أكد استقلاليته السياسية وتمثيله لحالة متنية خاصة بعيدة عن الدعم المباشر للتيار العوني.
لم تتوقف محاولات باسيل لإبعاد كنعان عند هذا الحد، بل تفاقمت عندما طُرح اسم كنعان كمرشح بديل لرئاسة الجمهورية، وهي خطوة اعتبرها باسيل تهديدًا مباشرًا لطموحاته الرئاسية.
اليوم، وبعد خروجه من التيار ومن عباءة باسيل، قد يتحول هذا الخروج إلى نقطة تحول إيجابية في مسيرته السياسية. قد يتمكن كنعان من كسب دعم الأفرقاء السياسيين وصولاً إلى الرئاسة، خاصة مع تمتعه بدعم بكركي الذي يستند إلى العلاقة التاريخية المتينة بين عائلته والصرح البطريركي، فضلاً عن علاقاته الجيدة مع معظم الكتل النيابية. كما أن هناك إمكانية لنسج اتفاق سياسي مع القوات اللبنانية، نظرًا لعلاقته الإيجابية السابقة مع ملحم رياشي، بخلاف بعض نواب التيار.
خروج كنعان من التيار لن يكون مجرد انسحاب عادي، بل قد يتحول إلى كابوس يطارد باسيل داخل التيار وخارجه، وقد يصل به الأمر إلى منافسة مباشرة على منصب رئاسة الجمهورية، في خطوة قد تعيد رسم الخارطة السياسية داخل التيار الوطني الحر وخارجه.


المصدر : Transparency News