سلطت منظمة هيومن رايتس ووتش الضوء على الأزمة المتفاقمة في قطاع الكهرباء اللبناني، محملة الحكومة المسؤولية عن سوء الإدارة وتقاعسها عن تنفيذ الإصلاحات اللازمة. وأشارت المنظمة إلى أن الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري يؤدي إلى تلوث بيئي خطير ويهدد صحة المواطنين. ودعت الحكومة إلى تسريع وتيرة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.


وأوضحت المنظمة في بيان جاء فيه إلى أنه “على مدى 30 عامًا، لم تُحسن الحكومة اللبنانية إدارة مؤسسة الكهرباء التي تديرها الدولة بالشكل المناسب، ما أدى إلى انقطاعات واسعة في التيار الكهربائي. وتقاعست الدولة، بما في ذلك وزارة الطاقة والمياه المسؤولة عن التخطيط الاستراتيجي وتطوير سياسات الكهرباء، عن إجراء إصلاحات أساسية من شأنها أن تفرج عن أموال المانحين وتمكّن قدرة أكبر على الوصول إلى تيار كهربائي مستمر ومتاح ونظيف من مصادر متجددة، والتخلص التدريجي السريع من استخدام الوقود الأحفوري”.

وتابعت بأن “قانون إنتاج الطاقة المتجددة الموزعة، لم يدخل حيز التنفيذ بعد، لأن الحكومة قد تقاعست عن تفعيله وتعيين أعضاء “الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء”، لافتة إلى أن “الاعتماد على محطات كهرباء تعمل على زيت الوقود الثقيل ومولدات الديزل يؤدي إلى تلوث شديد في الهواء، وقد أثر بشكل كبير على البيئة وعلى صحة الناس، وربما يقتل الآلاف سنويا في لبنان، تبعا لتقديرات “غرينبيس” في 2020″.

وقالت: “على الحكومة اللبنانية، في ظل الأزمة المالية وأزمة الكهرباء الحالية، تكثيف مشاريع توليد الطاقة المتجددة محليا وعلى مستوى المرافق من أجل تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري باهظ الكلفة وشديد التلوث”.

وأكدت على أنه “يتعيّن على الحكومة اللبنانية أن تتخذ خطوات فورية لضمان تمتُّع جميع السكان بتيار كهربائي مستمر ومتاح ونظيف ومستدام من مصادر طاقة متجددة. ينبغي لها تنفيذ قانون إنتاج الطاقة المتجددة الموزعة لعام 2023، وضمان المحاسبة والشفافية في قطاع الكهرباء، عبر تفعيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، وإجراء تدقيق في شركة الكهرباء التي تديرها الدولة”.


المصدر : Transparency News