شهدت إيران احتجاجات واسعة ومنسقة من قبل كوادر التمريض في مختلف أنحاء البلاد. هذه الاحتجاجات التي جرت في مدن مختلفة مثل إيلام، همدان، كرمانشاه، بوشهر، يزد، أصفهان، نيشابور، بندر عباس وطهران، تعكس السخط العميق لهذه الفئة من الأوضاع الصعبة وظروف العمل والأجور المنخفضة.


وفي طهران، خرج الممرضون إلى الشوارع للاحتجاج على الأوضاع المعيشية السيئة والأجور المتدنية واقتحمتها قوات الشرطة وحاولت تفريقهم لكنها واجهت مقاومتهم.
وفي بوشهر جنوبي إيران هاجمت الشرطة تجمع الممرضين وواجهت مقاومتهم مما اسفر عن خروج تظاهرات واسعة يردد الممرضون خلالها الممرض يموت ولا يقبل الإذلال.
وفي إيلام، تجمع الممرضون أمام مبنى المحافظة، مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية وحقوقهم. كانت هذه التظاهرة بمثابة رد فعل على الأوضاع الاقتصادية السيئة وعدم استجابة الحكومة لمطالب الممرضين.
وشهدت همدان أيضاً تجمعاً للممرضين أمام مبنى المحافظة. في هذه المدينة الواقعة في غرب إيران، احتج الممرضون على تدهور الأجور والأوضاع المعيشية، مطالبين الحكومة بمزيد من الاهتمام بمشاكلهم.
وفي كرمانشاه، خرج الممرضون إلى الشوارع بشعارات مثل «كفى من الوعود الكاذبة، موائدنا فارغة». شارك في هذا التجمع عدد كبير من الناس، مما يعكس مدى الاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للممرضين.
في يزد، احتج الممرضون على الأجور المنخفضة التي لا تتجاوز 33 سنتاً لكل ساعة عمل إضافي. هذا التجمع كان بمثابة تعبير عن السخط الشديد من قبل الممرضين على ظروف العمل الحالية.
وشهدت أصفهان تجمعاً للممرضين في مستشفى عيسى بن مريم، حيث رفعوا شعار «33 سنتاً لكل ساعة عمل إضافي، عار عليكم». هذا الاحتجاج كان بمثابة رسالة واضحة للسلطات عن غضب الممرضين.
وفي نيشابور، خرج الممرضون أيضاً إلى الشوارع للاحتجاج على ظروف العمل والأجور المنخفضة. هذا التجمع أظهر مدى انتشار السخط في جميع أنحاء البلاد.
وفي بندر عباس ، تجمع الممرضون أمام مبنى المحافظة، مرددين شعار «لا نريد وعوداً، نريد حقوقنا»، مطالبين بتحسين ظروف العمل وزيادة الأجور.
هذه الاحتجاجات غير المسبوقة التي جرت اليوم في جميع أنحاء إيران، تعكس بشكل واضح السخط العميق من الأوضاع المعيشية وظروف العمل. العمل الإضافي القسري، النوبات الطويلة التي تستمر 12 ساعة، والأجور المنخفضة للغاية، دفعت الممرضين إلى ما دون خط الفقر وحرمهم من الحد الأدنى من الحياة الكريمة. بالإضافة إلى ذلك، لا يلتزم النظام بتعهداته تجاه الممرضين ويمتنع عن تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بالأجور. نتيجة لذلك، يلجأ العديد من الممرضين إلى الهجرة، حيث يهاجر بين 150 و200 ممرض شهرياً من إيران.
الشعارات التي رفعها الممرضون في هذه الاحتجاجات، مثل «فقط في الشارع سنحصل على حقوقنا»، «قوتنا في تجمعنا، إنها نتيجة معاناتنا»، «أيها الممرض قم واصرخ من أجل حقوقك»، «سمعنا شعارات فقط، ولم نر أي نتائج»، «النفقات بالدولار، رواتبنا بالريال»، و«لا نريد وعوداً، نريد حقوقنا»، تعبر بوضوح عن آلام ومعاناة هذه الفئة.
وأشارمحمد شريفي مقدم، الأمين العام لدار التمريض، إلى أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ التمريض الحديث في البلاد التي تحدث فيها احتجاجات بهذه الشمولية والتنظيم. وأكد أن وزارة الصحة، كونها جزءاً من المشكلة، غير قادرة على تمثيل مطالب الممرضين بشكل صحيح، وأن هذا الأمر يجب أن يُنظر فيه على مستوى أعلى.
وأشادت السيدة مريم رجوي بالممرضين والممرضات الذين يضحون بأوقاتهم وجهودهم رغم الإهمال والجشع من قبل النظام الإيراني، والذين يعانون من تدني الرواتب والحرمان الشديد بالرغم من عملهم المستمر وخدمتهم المخلصة للمرضى. وأضافت أن هؤلاء الممرضين والممرضات الذين أُجبروا على العمل في ظروف قاسية ولساعات إضافية، وصلت بهم المعاناة إلى حد لا يطاق، مما دفعهم إلى الإضراب في مدن مختلفة احتجاجًا على هذه الأوضاع الصعبة.
وأكدت السيدة رجوي أن الممرضين والمقيمين وغيرهم من أفراد الطاقم الطبي الذين يعتنون بمواطنيهم بشعور عالٍ من المسؤولية، يرفعون صوتهم احتجاجًا ضد الفاشية الدينية الحاكمة، إلى جانب الكادحين الآخرين. لقد وجد الشعب الإيراني طريقه للخروج من القمع والتمييز والظلم من خلال الانتفاضة وإسقاط النظام الإيراني