في ظل استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، بدأت الأصوات الرسمية ترتفع متسائلة عن الجهة التي ستتحمل مسؤولية إعادة إعمار الجنوب ودعم البلد المنهك على جميع المستويات. وفي الوقت الذي يدعو فيه المسؤولون اللبنانيون، وعلى رأسهم وزير الاقتصاد أمين سلام، المجتمع الدولي للتكاتف وتحمل مسؤولياته تجاه لبنان، تبرز تساؤلات حول إمكانية تكرار الدعم العربي والدولي الذي شهدته البلاد بعد حرب 2006. يترافق ذلك مع تصريحات من "حزب الله" حول استعداده لتحمل جزء من أعباء إعادة الإعمار، وسط مخاوف من أن تكون عملية النهوض الاقتصادي وإعادة البناء رهينة للتطورات السياسية الإقليمية والدولية.


في الأيام الأخيرة، بدأ لبنان الرسمي التفكير في اليوم التالي لانتهاء الحرب، متسائلًا عن الجهة التي ستتحمل مسؤولية إعادة إعمار الجنوب ودعم بلد منهك على جميع المستويات. هذا التساؤل تبناه وزير الاقتصاد، أمين سلام، الذي ناشد المجتمع الدولي لدعم لبنان، محذرًا من أن اقتصاد البلد في وضع خطير جدًا، وأن الحاجة ماسة لتنظيم مؤتمر دولي لتحمل المسؤولية الإنسانية والاقتصادية تجاه لبنان، حيث تجاوزت الخسائر المليارات.

من جهته، أوضح النائب عن كتلة التنمية والتحرير، د. قاسم هاشم، أن الحكومة اللبنانية هي المسؤولة الأولى عن إعادة الإعمار، رغم الصعوبات المالية. وأشار إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، يعمل على تأمين بعض متطلبات الجنوب، ويجري اتصالات مع الجهات العربية والدولية لتعويض الخسائر.

وفيما يتعلق بالدعم العربي، أشار هاشم إلى أن الأشقاء العرب لم يتخلوا عن لبنان في أحلك الظروف، داعيًا لعدم التسرع في الحكم على موقفهم الحالي. كما علق على تصريح الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، حول بدء الحزب بإعادة إعمار الجنوب، مؤكدًا أن هذا يتطلب هدوءًا ومسحًا ميدانيًا لتقدير الخسائر بشكل دقيق.

من جانبه، أشار الخبير الاقتصادي زياد ناصر الدين إلى أن لبنان، كما في الحروب السابقة، سيحاول ضمن إمكانياته القيام بواجباته في إعادة الإعمار. وأكد أن الجهوزية لإعادة الإعمار قائمة، ولكن حجم الأضرار لا يزال غير محدد نظرًا لاستمرار العدوان. وأضاف أن العديد من الدول الصديقة أبدت استعدادها لدعم لبنان كما فعلت بعد حرب 2006.

ويرى المراقبون أن الوضع الاقتصادي في لبنان كان صعبًا حتى قبل الحرب، وأن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي كبيرة. كما يؤكدون أن عملية إعادة الإعمار ستكون جزءًا من تسوية شاملة ينتظرها الجنوبيون الصامدون بفارغ الصبر.


المصدر : الانباء الكويتية