أجنحة الحوثي تتصارع.. خلافات حادة تفضح الانقسامات!
02-09-2024 06:29 PM GMT+03:00
في هذا السياق، يسعى زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي إلى تحجيم نفوذ أقوى ذراع عسكرية قبلية داخل الجماعة عبر احتكار مصدر القرار، معتمدًا على معقله الرئيسي في صعدة كساحة مغلقة ومحصنة.
وفي محاولة لتقليص نفوذ الجناح القبلي في صعدة، الذي يقوده عبدالله الرزامي أو "الرزامي الأب"، اتخذ عبدالملك الحوثي قرارًا بنقل المجاميع العسكرية التابعة للجناح القبلي، والتي تعرف باسم "محور همدان"، من الشمال (صعدة) إلى جبهات أقصى الجنوب (تعز ولحج). هذا القرار يأتي بعد فشل الحوثي في الإطاحة بابنه يحيى عبدالله عيضة من قيادة هذه المجاميع.
وأفادت مصادر عسكرية وقبلية في صعدة بأن عبدالله الرزامي رفض تنفيذ قرار عبدالملك الحوثي بنقل المجاميع التابعة له، التي يقودها نجله يحيى، إلى جبهات جديدة. وفقًا للمصادر، فإن الزعيم القبلي عبدالله عيضة الرزامي دخل في صراع محتدم حول مسرح عمليات المجاميع التابعة له في المناطق الحدودية الشمالية.
كما كشفت المصادر أيضًا أن عبدالملك الحوثي أصدر توجيهات حديثة بنقل مجاميع عسكرية من الجناح القبلي الذي يقوده الرزامي إلى جبهات الجماعة في تعز ولحج، وهو ما قوبل برفض تام من الرزامي الأب، الذي يرفض إعادة نشر مجاميعه القبلية خارج مسرح عملياتها في الجبهات الحدودية.
يعتبر عبدالله الرزامي الأب الساعد الأيمن لمؤسس المليشيات الأول حسين الحوثي، وقد لعب دورًا محوريًا في دعم زعيم الجماعة الحالي عبدالملك الحوثي. ومع ذلك، فقد تحول إلى منافس شرس له، مما يجعله ينظر إلى رفض تنفيذ قرار النقل على أنه تشجيع للقبائل على التمرد.
ووفقًا للمصادر، فإن القيادات الحوثية التي ترتبط بعلاقات أسرية مع زعيم الجماعة أجمعت على ضرورة إفراغ محور همدان وكل جبهات الحدود من مجاميع الرزامي، وإعادة نشرها في محافظات أخرى. وبناءً على ذلك، أبرمت القيادات الحوثية المنحدرة من محافظة صعدة، أو ما يسمى جناح صعدة، اتفاقًا لتدشين عملية نقل المجاميع القتالية التابعة للرزامي.
سبب آخر وراء تصاعد الخلافات يكمن في نظرة الرزامي الأب لزعيم المليشيات الحالي، حيث يرى أن الأخير قد تنكر لرفاقه ورفاق مؤسس الجماعة حسين الحوثي. ويتهم الرزامي الأب الحوثي بإقصاء هؤلاء الرفاق بشكل متعمد، وتصعيد قيادات مقربة منه منذ حروب صعدة، مما ساهم في تفجر التوترات بين الجانبين.
المصدر : وكالات