في العديد من دول العالم، خاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، يعيش الناس في خوف دائم من لدغات الثعابين. فكل 10 ثوانٍ، يضاف ضحية جديدة إلى قائمة طويلة من الأشخاص الذين يعانون من آثار هذه اللدغات المميتة، حيث دعت منظمة الصحة العالمية إلى تكثيف الجهود لمواجهة هذه الأزمة التي تهدد مجتمعات بأكملها.


وأشارت التقديرات إلى أن لدغات الثعابين تتسبب في نحو 81,000 إلى 138,000 وفاة سنويًا، بالإضافة إلى حوالي 400,000 حالة إعاقة دائمة على مستوى العالم. وأوضحت المنظمة أن لدغات الثعابين تعد من قضايا الصحة العامة المهملة عالميًا، وخاصة في إقليم شرق المتوسط، حيث تؤثر بشكل غير متناسب على الفئات الضعيفة مثل المجتمعات الريفية والأطفال والسكان المتضررين من الأزمات.

وأبرزت المنظمة الحاجة الملحة لتحسين التثقيف والتوعية بين المجتمعات المحلية في المناطق التي توجد فيها ثعابين سامة، بالإضافة إلى تدريب العاملين في المجال الصحي على التدبير العلاجي المناسب للدغات الثعابين. وأشارت إلى ضرورة توفر مضادات السموم ذات الجودة المضمونة في المرافق الصحية على بُعد لا يتجاوز 4 إلى 6 ساعات من المجتمعات المعرضة للخطر.

وفي الوقت نفسه، أكدت المنظمة أن قتل الثعابين ليس حلاً فعّالًا، نظرًا لأهمية الثعابين في التحكم في الآفات الحشرية التي يمكن أن تؤثر على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي، مما يجعلها ضرورية للحفاظ على التوازن البيئي.

وأضافت المنظمة أن البيانات حول لدغات الثعابين غالبًا ما تكون غير مكتملة أو غير متوفرة في العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وأن البيانات المتاحة عن إقليم شرق المتوسط أضعف مقارنة بمناطق أخرى من العالم. وقد حددت دراسة قامت بها المنظمة عن لدغات الثعابين في إقليم شرق المتوسط 170,626 حالة لدغة في 20 بلدًا على مدار 23 عامًا، مع تسجيل 2,551 حالة وفاة، لكن الأرقام قد تكون أقل من التقديرات الحقيقية نظرًا لعدم تسجيل جميع الحالات.

وأكدت المنظمة على الحاجة إلى جمع بيانات أكثر دقة وشاملة لتحسين الترصد وتوجيه الموارد بشكل أفضل للوقاية والعلاج. كما شددت على أهمية التعامل مع تأثيرات الكوارث الطبيعية والظواهر الجوية القصوى التي تؤثر على انتشار الثعابين ونشاطها، مما يزيد من خطر تعرض البشر والماشية للدغات.


المصدر : وكالات