في خضم الأزمة السياسية العميقة التي يمر بها لبنان، حيث تزداد التصريحات دون أفعال ملموسة تعيد الأمل للمواطنين، تبرز حركة سفراء اللجنة الخماسية كعامل حاسم في محاولة إيجاد رئيس جديد للجمهورية. في هذا السياق، يعيد تجمع "مقيمون ومنتشرون من أجل لبنان" تسليط الضوء على ضرورة انتخاب رئيس يحترم الدستور، ويعيد بناء مؤسسات الدولة، ويستعيد سيادتها المهدورة. وسط دعوات متزايدة لتشريع سلاح حزب الله وتعديل الدستور، يؤكد التجمع رفضه لهذه الأطروحات ويشدد على أهمية الحفاظ على لبنان كدولة ذات سيادة واستقلال.


في ظل الظروف السياسية الدقيقة التي يمر بها لبنان، ومع كثرة الخطابات وندرة الأعمال التي تعيد الأمل للبنانيين، تعود حركة سفراء اللجنة الخماسية إلى الواجهة في مسعى لاختيار رئيس جديد للجمهورية. يهم تجمع "مقيمون ومنتشرون من أجل لبنان" أن يذكّر المعنيين بالأمر، ولا سيما سفراء اللجنة الخماسية ومن خلفهم رؤساء دولهم، بأننا نريد رئيساً سيادياً يحترم الدستور والقانون، ويعيد بناء الدولة ومؤسساتها، ويستعيد للدولة هيبتها وقرارها المصادر من حزب الله. إننا نرفض الفراغ في السلطة، ولكننا نعتبر الفراغ خياراً أفضل من رئيس عميل لحزب الله.


نريد رئيساً نزيهاً، لا يخون الوطن ولا ينهب ثرواته، ولا يتنازل عن حقوق لبنان ومصالحه. نريده رئيساً يتحدث باسم المصلحة الوطنية اللبنانية على طاولة المفاوضات مع الموفدين الأجانب، لا سيما في ما يخص الترتيبات المتعلقة بالحدود الجنوبية مع إسرائيل، بعد أن قرر حزب الله، ومن خلفه إيران، مصادرة القرار اللبناني وإدخال البلد في أتون حرب مدمّرة هدفها الوحيد تحسين ظروف المفاوضات الإيرانية مع الولايات المتحدة.


وفي هذه الظروف السياسية بالذات، نسمع أصواتاً تدعو إلى تشريع سلاح حزب الله أسوةً بما حصل في العراق مع الحشد الشعبي، في مقايضة واضحة على استقلال لبنان وهويته المتعددة. إن تجمع "مقيمون ومنتشرون من أجل لبنان" يرفض هذه الخطابات والتصريحات جملة وتفصيلاً، ويؤكد على أن الدستور واضح في حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني المؤلف من مجموع الطوائف اللبنانية، والذي يبقى الضامن للوحدة الوطنية. إن أي حديث عن تعديل للدستور في هذه المرحلة هو بمثابة ضربة لأسس الوفاق الوطني والعيش المشترك، وللبنان الذي يضمنه اتفاق الطائف والدستور معاً.


نحذر حزب الله من أن يظن أن هذه اللحظة هي الأنسب للانقلاب على هوية لبنان وفرض مشروعه الإيراني. وندعو جميع القوى الشعبية والسياسية المؤمنة بلبنان العيش المشترك إلى التكاتف والتوحد للتصدي لمشاريع تدمير هوية لبنان الرسالة، واستعادة الدولة وسيادتها.


لنحافظ على لبنان وطناً للجميع، سيادياً، ومستقلاً، وموحداً.


المصدر : Transparency News