في تطور ملفت لافت للأنظار في قضية التعامل مع العدو الإسرائيلي، أوقفت الأجهزة الأمنية اللبنانية مؤخراً محمد ش. من بلدة الطيري الجنوبية، بتهمة التعاون مع الموساد. تأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة التحقيقات التي بدأت بعد عملية «طوفان الأقصى» في تشرين الأول الماضي، والتي أسفرت عن توقيف عدد من المتعاملين مع العدو. في التفاصيل، أظهرت التحقيقات كيف جرى تجنيد محمد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكيف زود مشغليه الإسرائيليين بمعلومات حساسة، مما يلقي الضوء على أساليب التجنيد التي يستخدمها الموساد ويعكس حجم التهديدات الأمنية التي تواجهها البلاد.


في إطار التحقيقات التي تلت عملية «طوفان الأقصى» التي جرت في السابع من تشرين الأول الماضي، أوقفت الأجهزة الأمنية اللبنانية مؤخراً متهماً بالتعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية. المتهم، محمد ش. (مواليد 1995) من بلدة الطيري الجنوبية، قُبض عليه في 20 شباط 2024 بعد تحقيقات مكثفة.

وفقاً للتحقيقات، بدأ الموساد في تجنيد محمد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تواصل معه مشغل إسرائيلي يُدعى «توم» زعم أنه يعمل لصالح جمعية إنسانية. بعد فترة من التواصل، اكتشف محمد أن «توم» هو في الواقع عميل للموساد. رغم استشعار محمد للتهديد، قرر الاستمرار في التعامل معهم.

عمل محمد على تنفيذ مجموعة من المهمات الميدانية لجمع معلومات عن أهداف محددة، بما في ذلك مواقع لحزب الله ومراكز أخرى في لبنان. كما حصل على مبالغ مالية من الموساد تتجاوز 7500 دولار، بالإضافة إلى 4000 دولار لم يصل إليها.

أقرّ محمد خلال التحقيقات أنه زود مشغليه بمعلومات دقيقة حول مواقع حيوية وعناصر أمنية، معترفاً بأنه تلقى تدريبات على استخدام معدات إلكترونية وتواصل مع عملاء إسرائيليين بشكل مستمر. القاضي العسكري الأول فادي صوان اعتبر أن الأفعال التي قام بها محمد تشكل جناية بموجب المادة 278 من قانون العقوبات اللبناني، والتي تصل عقوبتها إلى الأشغال الشاقة المؤقتة بين 3 و15 سنة.


المصدر : الاخبار