في عام 1924، كان الراديو هو القوة الدافعة وراء المنافسات الرئاسية الأمريكية، حيث شكل منصة رئيسية للتواصل بين المرشحين والجمهور، بما في ذلك كالفين كوليدج وجون دبليو ديفيس وروبرت لافوليت.


ثم جاء عام 2016 ليبرز فيه «فيسبوك» كمحرك رئيس للانتخابات، حيث شهدت الساحة السياسية انتشار مصطلح «الأخبار المزيفة» وتأثيرها على الرأي العام.

وفي عام 2020، هيمنت «تويتر»، الذي أصبح يعرف لاحقاً باسم «إكس»، على المشهد الانتخابي، إذ أصبح مصدراً لحظياً للإحصائيات حول كوفيد-19، وللبث المباشر للأحداث الجارية مثل أعمال الشغب في المدن الكبرى، وفقاً لصحيفة «فورين بوليسي».

واليوم، مع اقتراب انتخابات 2024، يبدو أن «تيك توك» هو اللاعب الرئيسي في هذا المشهد. حيث أصبحت الميمات الثقافية التي تنبثق من التطبيق تردد صداها في الثقافة الأمريكية بشكل متزايد، مما يجعلها من أبرز العوامل المؤثرة في الحملات الانتخابية الحالية.

وفي محاولة لطمأنة الساسة الأمريكيين، تعهد «تيك توك» بأن البيانات من مستخدميه المقيمين في الولايات المتحدة ستبقى في أمريكا، واستأجرت مسؤولاً تنفيذياً سابقاً في ديزني للحفاظ على مقر العمليات المحلية في لوس أنغلوس.

وفي يوليو/تموز 2020، أصبح التطبيق بمثابة قضية سياسية ساخنة في الولايات المتحدة، عندما أخبر الرئيس آنذاك دونالد ترامب الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أنه سيستخدم سلطاته التنفيذية لحظره. ووصفه وزير الخارجية السابق مايك بومبيو وتطبيقات وتقنيات صينية أخرى بأنها «حصان طروادة للمخابرات الصينية»، ووجهت بعض الشركات، مثل ويلز فارجو، موظفيها إلى إزالته من هواتف العمل الخاصة بهم.

ولكن من جهة أخرى، جرى الترحيب بهاريس باعتبارها «العمة المرحة لأمريكا» وكانت بمثابة «ملكة الميم» منذ اليوم الذي قالت فيه، «لقد فعلناها، جو»، عبر الهاتف في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

وحتى قبل أن تستلم العصا من الرئيس جو بايدن، استمتع مستخدمو الإنترنت بأقوالها المأثورة الفريدة، مثل: «هل تعتقد أنك سقطت للتو من شجرة جوز الهند؟».

ولأن حسابها لا يزال جديدًا إلى حد ما، فإنه لا يوجد الكثير من مقاطع الفيديو على الصفحة الرسمية لهاريس على «تيك توك»، باستثناء مقاطع فيديو بينها الذي يجمعها ومرشحها لمنصب نائب الرئيس والز وهما يلوحان لحشد من الناس.


المصدر : وكالات