في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على المناطق الحدودية في جنوب لبنان، يواجه الطلاب في القرى الأمامية تحديات كبيرة لمتابعة تعليمهم. مع إقفال المدارس وانتقال معظم الأهالي إلى مناطق أكثر أمانًا، لجأ البعض إلى التعليم عن بُعد، بينما اختار آخرون النزوح لتأمين التعليم الحضوري لأبنائهم. ومع استمرار القصف والنزوح، تزداد صعوبة التكيف مع الظروف الجديدة، ويجد العديد من الأسر نفسها في مأزق بين توفير التعليم لأطفالها وضمان سلامتهم.


للعام الثاني على التوالي، يواصل أبناء إبراهيم عبد المنعم الأربعة تعليمهم عن بُعد من منزلهم في بلدة عيترون (قضاء بنت جبيل) التي تتعرض للقصف اليومي، رغم قرب منزلهم من مدرستهم المقفلة. عبد المنعم قرر البقاء مع عائلته في البلدة التي نزحت غالبية سكانها، بينما يتابع معظم طلاب المنطقة الحدودية تعليمهم "أونلاين" بعد إقفال المدارس في القرى الأمامية. ورغم قلة من الأهالي الذين اختاروا البقاء في مناطقهم المعرضة للخطر، فضل العديد النزوح لحماية أطفالهم وإلحاقهم بمدارس أخرى حضوريًا.

حسن رضا، وهو من بلدة عيتا الشعب، صمد لمدة شهرين في بلدته قبل أن يضطر للنزوح مع أطفاله الستة إلى دير قانون النهر (قضاء صور). هناك، التحق أطفاله بالمدرسة الرسمية واستمروا بالدراسة عن بعد مع مدرستهم الأصلية. بعد فترة، طلبت المدرسة من أطفاله التوقف عن الحضور والتفرغ للدراسة "أونلاين" في مدرستهم الأم. ومع استمرار العدوان، دُمر منزل رضا، مما اضطره للبقاء في مكان نزوحه والتفكير بتسجيل أطفاله حضوريًا في مدرسة دير قانون النهر، لكن إجراءات التسجيل تواجه تحديات إدارية ومادية.

ويواجه نحو 70 طالبًا من عيتا الشعب، إضافة إلى 40 طالبًا من بلدات حدودية مجاورة، صعوبة في الالتحاق بالمدارس الرسمية في مناطق نزوحهم بسبب محدودية المقاعد وعدم قدرتهم على الالتحاق بالمدارس الخاصة نظرًا للتكاليف.

بلدية بليدا (قضاء مرجعيون) أرسلت مؤخرًا رسالة إلى أولياء أمور الطلاب تطالبهم بالتواصل مع الإدارة لتسجيل أبنائهم إما للدراسة عن بُعد أو للالتحاق بمدارس أخرى. هشام حسن، والد لطفلين في مدرسة بليدا، نزح إلى السلطانية (قضاء بنت جبيل) بعد تضرر منزله، وهو لا يستطيع تسجيل أطفاله بسبب الظروف المالية الصعبة.

في كفركلا، تعيش العائلات حالة من عدم اليقين بشأن مصير تعليم أبنائها. المعلمة منى عواضة من مدرسة كفركلا الرسمية، التي دمر منزلها، تحدثت عن حالة الضياع لدى الأهالي، مشيرة إلى أن معظمهم يفضل الجمع بين الدراسة "أونلاين" في مدارسهم الأصلية والحضور في مدارس رسمية في مناطق النزوح، تحسبًا لأي وقف مفاجئ للعدوان.

وفي محاولة لاستيعاب الطلاب النازحين، افتتحت بعض المدارس الخاصة في المناطق الحدودية فروعًا في بلدات أكثر أمانًا، إلا أن تكاليف التسجيل المرتفعة جعلت العديد من الأهالي يترددون في تسجيل أبنائهم.


المصدر : وكالات