"الأمم تنتحر ولا تُقتل"، بهذا القول للمؤرخ البريطاني الكبير "أرنولد توينبي" أنهى المحامي فؤاد الأسمر مقالة له نشرها في موقع "الكلمة أونلاين" بعنوان "من يخرج المسيحيين من عزلتهم السياسية؟" معتبراً أن القوى المسيحية المتمثلة بحسب الأسمر المثمثلة بالقوات اللبنانية والتيار والوطني الحر وحزب الكتائب الاحرار والمردة وشخصيات مستقلّة، عليها ان تسعى الى إيجاد مقاربة جديدة لمستقبلها عبر وضع استراتيجية مشتركة، على غرار "جبهة الحرية والانسان" التي ضمت مختلف القوى والمرجعيات المسيحية، يهدف التواصل مع أغلبية المكونات الوطنية انطلاقا من ثوابت وطنية مشتركة لعل الأمر يُخرجها من عزلتها...

من يقرأ طرح الأسمر يُدرك لبرهة أن هذا الطرح وعلى المستوى النظري صحيح، ولكن غاب عن مطلقي هذه الدعوات أن أغلبية هذه القوى متفاهمة مع بعضها البعض على النظرة للبنان وعلى العناوين العريضة وتنسّق فيما بينها في مختلف الملفات والقضايا المطروحة مثل رئاسة الجمهورية وغيرها من الأمور العالقة، فهذا واضح بين القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية والاحرار والشخصيات المسيحية الأخرى، باستثناء التيار الوطني الحر الذي على الأسمر الا ينسى أنه "حصان طروادة" داخل المجتمع المسيحي. كيف تتفاهم القوى السيادية والشخصيات السيادية مع من غطى ويغطي منذ أقله ١٨ عاما سلاحاً غير شرعياً لم يجلب للبنانيين الا الويلات والمحن. كيف ترسم القوى السيادية خططاً مشتركة مع "تيار" أمعن بالسلطة فساداً غير مسبوق ابتداء من ملف الكهرباء وصولا الى التوظيف العشوائي في الدولة واداراتها حيث أخذ كل شيء في السلطة ولم يحقق شيء للمسيحيين وللبنانيين على العموم. 

"الانتحار" اليوم هو باعطاء التيار الوطني الحر هذه الثقة بالوقت الذي نراه يسير بشكل كامل باستراتيجية أخرى رسمها رئيس مجلس النواب نبيه بري بموضوع الانتخابات الرئاسية تبدي شيء اسمه "حوار" على الدستور. 

"التيار" بالأمس واليوم يستمر باللعب على خطوط المقايضات والصفقات في مختلف الملفات على قاعدة "مرقلي تمرقلّك" الأمر الذي لا يمكن مزجه مع طروحات واضحة لجبهة تريد "الحريّة والانسان" معاً.

ما كتبه المحامي فؤاد الأسمر نظرياً صحيح، ولكنه عملياً غير قابل للتطبيق والنجاح مع وجود فريق اسمه التيار الوطني الحرّ يسير على خط خارج الخط التاريخي للمسيحيين!


المصدر : Transparency News