صدر عن النائب إيهاب مطر البيان الآتي:

 

"أنا أعتذر" إذا كنت قد أقلقت راحة ضمير الدكتور رياض يمق، الذي نذكّر أهلنا في طرابلس بأنه رئيس بلديتنا، الذي أدخل مدينتنا في عصر "الرفاه" و"العمران" و"الإخضرار"!

أعتذر فعلاً إذا كنت قد أزعجت الدكتور يمق عندما طرحت بالصوت العالي معاناة أفراد رجال الإطفاء، الذين يعيشون مع عائلاتهم من دون رواتب منذ 6 أشهر، وقلت إن الأمر معيب لا بل غير إنساني، خصوصاً وأن الأمر ناجم عن كيد شخصي بينه وبين رئيس اتحاد بلديات الفيحاء حسن غمراوي، جراء شهوة السلطة ابتغاء وصوله الى رئاسة الاتحاد.

أعتذر لأني لم أكشف قبلاً أن مجالس كثيرة تشهد بأن "المظلوم" يمق قال مراراً إن مشكلة رجال الإطفاء تنتهي فور تسلمه رئاسة الإتحاد. 

أعتذر لأني لم أبكر في كشف إنجازات الدكتور يمق، والتي تشهد عليها جدران مبنى البلدية الذي احترق ولم يجد رئيس البلدية حافزاً يدعوه الى إزالة الأضرار أقله بإعادة دهن الجدران.

ومن إنجازاته أيضاً، أن ثمة قراراً صادراً من محافظ الشمال بإزالة مخالفات #مولدات_الكهرباء في منطقة #أبي_سمراء لا تتوافر فيها الشروط الصحية، لكنه لم يحرّك ساكناً لتنفيذه منذ بداية هذه السنة، ولن نتحدث هنا عن تواطؤ، بل ربما عدم شجاعة أو عدم كفاءة. 

ولا أعتذر لأني اخترت كلمة الحق من أجل مصلحة طرابلس وأهلها، الذين أولوني شرف مسؤولية تمثيلهم في مجلس الأمة، على محاباة "صديق" ضاقت بأعماله نفوس الطرابلسيين، بعدما صار مدرسة عريقة في سوء الإدارة.

ولا أعتذر عن أي معركة أخوضها وسأخوضها دائما من أجل الطرابلسيين الطيبين الذين ابتلتهم ظروف الانهيار بـ"إدارة محلية" دفعت بأوضاعهم الى الأسوأ.

غريب كيف أن الدكتور يمق، إذ يتناسى أنه رئيس بلدية مدينة عريقة كطرابلس، يحاول التنصل من مسؤولياته ورمي عجزه وفشله على الآخرين الذين قالوا كلام حق.

والعجيب أن الدكتور يمق، وهو العتيق جداً في العمل البلدي، منذ العام 1998، يتجاهل عمداً كل الأصول والواجبات، وكأنه لم يسمع أبداً بالمادة 74 في قانون البلديات. وربما سنرسل له نسخة منها ليتذكر ويخفف عنا عبء إخفاقاته.

قم بواجبك. تحمل مسؤوليتك. 

هذا باختصار الدرب الذي يصلح للدكتور يمق وأمثاله ممن يتولون مناصب عامة.

لكن بدلاً من ذلك، وبدلاً من الإقرار بالتقصير، خصوصاً إزاء معاناة رجال الإطفاء وعائلاتهم، نرى الدكتور يمق يهرب من توصيف الحالة المرضية، الى كلام أجوف عن الآخرين وما يجب عليهم القيام به. 

له نقول إننا منذ حملنا شرف تمثيل طرابلس في الندوة البرلمانية، لم نوفر جهداً للحضور بين الناس وفي الأحياء وفي كل المناسبات، فسمعنا شكاويهم وسعينا بكل ما نملك الى حلها أو التخفيف منها، فوفرنا الزفت في أبي سمراء، وقدمنا مساعدات عينية واجتماعية ومادية ومستمرون في هذا النهج، تقديراً منا لظروف الناس وأحوالهم، ولم نفترض أبداً أن مسؤوليتنا تقتضي أن نساعد رئيس بلدية متقاعس عن اداء واجباته ليستمر في إهماله. نعرف دورنا وحدوده، في المراقبة والمتابعة لقول الحق وضبط الأمور حين يحرفها البعض عن مسارها الطبيعي. وكل ذلك، من دون التقليل من دورنا التشريعي على المستوى الوطني، خصوصاً في ظل أزمة مستفحلة سببها الشغور الرئاسي الذي يتهدد كل مؤسسات الوطن.

ولا بد لي أن أشكر الله على أن الدكتور يمق لم يتهمني بالقدح والذم مثلما فعل مع كثيرين، من أعضاء البلدية وأصدقائه السابقين، لا لشيء سوى أنهم قالوا كلام حق، وإنتقدوه بايجابية للتقليل من السلبيات.

في الختام، يؤسفني أن أضطر الى الرد على رد استهدفني فقط لأنني قلت إن معاناة رجال الإطفاء حرام أن تستمر، وعيب أن يكون سببها هوس بالسلطة. وللأسف قدرنا أن نتعامل مع أشخاص، أصغر من مواقعهم، هوايتهم رشق الحجارة وهم في بيوت من زجاج.