كشفت دراسة حديثة من جامعة واشنطن عن تغييرات ملحوظة في أدمغة المراهقين نتيجة الحجر الصحي خلال جائحة كوفيد-19. من خلال مقارنة مسحات بالرنين المغناطيسي قبل وبعد الجائحة، أظهرت الدراسة أن المراهقين شهدوا تسارعًا في عملية ترقق القشرة الدماغية، وهي عملية مرتبطة بالشيخوخة الطبيعية. قد تكون هذه التغييرات مرتبطة بالضغوط النفسية الناتجة عن العزلة الاجتماعية، مما يسلط الضوء على التأثير العميق للجائحة على صحة الدماغ وسلامة المراهقين.


أظهرت دراسة حديثة من جامعة واشنطن أن الحجر الصحي خلال جائحة كوفيد-19 قد أدى إلى تغييرات ملحوظة في أدمغة المراهقين. حيث قارن الباحثون بين مسح بالرنين المغناطيسي أجري في عام 2018 و130 مسحًا أُجريت بين 2021 و2022، فوجدوا أن عملية ترقق القشرة الدماغية، وهي جزء من الشيخوخة الطبيعية، كانت أسرع من المتوقع بين المراهقين خلال الجائحة.

وأوضحت الدراسة أن ترقق القشرة الدماغية يحدث عادةً مع التقدم في العمر، لكن الترقق المتسارع قد يرتبط بالتعرض للقلق والتوتر، مما يزيد من خطر الإصابة باضطرابات نفسية في المستقبل. كما أظهرت الدراسة اختلافات بين الصبيان والفتيات في أجزاء الدماغ التي تأثرت. بينما كان كلا الجنسين يظهران شيخوخة مبكرة في مناطق مرتبطة بمعالجة المعلومات البصرية، لوحظ أن الفتيات شهدن ترققًا مبكرًا في مناطق مرتبطة بالعواطف وتفسير الوجوه وفهم اللغة.

قالت باتريشيا كول، الخبيرة في التعلم وعلوم الدماغ التي قادت الدراسة، إن الفتيات المراهقات أظهرن تغييرات في أدمغتهن جعلت أدمغتهن تشبه أدمغة الشباب الأكبر سناً، مما يبرز الفرق في تأثير الجائحة على الجنسين. وأكدت كول أن هذه النتائج تبرز أهمية دعم المراهقين خلال الأوقات الصعبة، مشيرة إلى ضرورة التواصل المفتوح بين الآباء وأطفالهم.

من جهته، حذر برادلي بيترسون، طبيب الأطفال النفسي في مستشفى الأطفال في لوس أنجلوس والذي لم يشارك في الدراسة، من الإفراط في تفسير النتائج. ولفت إلى أن الترقق الدماغي قد يكون استجابة تكيفية طبيعية تمنح الدماغ مرونة عاطفية وإدراكية، كما أشار إلى أن عوامل أخرى مثل زيادة استخدام الهواتف الذكية والتواصل الاجتماعي وقلة النشاط البدني قد تلعب دورًا أيضًا.


المصدر : روسيا اليوم